الثلاثاء، 1 مايو 2018

ظلام الليالي..الشاعر د.محمد قطلبي

... ظلام الليالي ...


كما  البلبل   الشادي   أُغرّدُ منشدا
ولحنُ     أناشيدي    يردّدهُ الصدى

ومن يجعلِ الأخطاءَ صيداً لصحبهِ
تصيّدهُ   الأصحابُ    فيمن تصيّدا

ويبقى   كريمُ   النّفسِ   حرَّ زمانهِ
ومهما   أذاهُ   الدّهرُ   يبقى مُسيّدا

وحافظ   على   ودِّ  الصديقِ فإنّهُ
يظلُّ  مع    الأيّامِ    سيفاً  مجرّدا

وصاحب كريمَ الخُلقِ وابقَ بقربهِ
فإنّ     كريمَ    الخُلقِ   لن يتمرّدا

وكلُّ     لئيمٍ      لا تعدّهُ   صاحباً
فإنّ  طباعَ  الغدرِ   ثمكثُ للرّدى

ومن يكتبِ الأشغارَ   يسمُ بعقلهِ
ولا  يُلقي  بالاً  للزّنيمِ   من العدا

وصابر  على  سوءِ  الزّمانِ ومرّهِ
ولا  تبتئس  لو  كان   غيرُ مغرِّدا

وفي  هذه   الأيّامِ    حربُ غنائمٍ
تمرُّ   بنا   والشّعبُ    منها    تكبّدا

سوادُ الورى  أضحى  ينوءُ بحملهِ
ومن   كثرةِ    الآلامِ   باتَ   مُقيّدا

أنينُ الثكالى باتَ يحرقُ في الحشا
من  الحزنِ  حتّى   كادَ  أن يتوقّدا

ومن يضعِ الأطفالَ في كفنِ الرّدى
فإن   بصيراً   في    السّماءِ توعّدا

ظلامُ   الليالي  باتَ   يُظهرُ حقدهُ 
فهيّا      أيا      ليلاً     ألن  تتبدّدا

ويافجرُ   استيقظْ    وبددْ ظلامهُ
فعتمُ   الليالي  لم   يزل  متسيّدا

فيا   طيرُ   بلّغهُ   سلامي  وقل لهُ 
عسى    للنّداءاتِ    يستمعُ المدى

 د . محمد قطلبي   سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق