الثلاثاء، 22 مايو 2018

لذة الرقاد... بقلم الشاعر مهدي علي رستم

لذّة الرقاد........
...
كانت عيناه شاخصةً إلى اللاشيء..
تحوم في الكرى البعيد معانقةً أطيافًا تولاها البعد والهجران وفي أديم الأرض أودعَ أرواحًا شفافه
 تغدو بليله نسماتٍ تلفحهُ بنارِ سَعير الإنطباع الأول

كلّما خلوت بنفسي أسعى جاهدًا وأحاول مرارًا وتكرارًا  أن أطرحُ عليها هذه التساؤلات.
غير أن النفس تبصر ولا تتكلم تسير ولكنّها لا تلتفت، مغتاظة ومكتظة بصمتها...
فهي ذات عيون تتجلى وأقدام تتسارع، أمّا لسانها فثقيل ثقل هموم الدهر ومعقود لا يجيد النطق...
يا معشرَّ قومٍ للنوم طغاة ، ما بالكم مني حين يودع النوم أجفاني وينساب بين أضلعي ك قيثارة تنشد بروحي وتميس بها..
انا أسيرُ واتجول بأحلامكم كطائر عانق الحضيض...
انا بعيد كلَّ البعد عنكم..
لكم أرضكم ولي أرضي..
لكم دينكم ولي ديني..
لي رب يرأف بي كل ليلة  ويهدهدني بيديه
ويجعل منيّ ألف عاشق مشتاق....
تلك اللحظة وددتها ألف عام
للقاءٍ أنشدتُ له أعذب الألحان..
قدمت لها قربانًا يدَّعي السلام
من صمت رجلٍ هوَّ للعشق أمان..

النوم حين يسيطر عليكم ويستبسلُ أجفانكم لتغمرها خيوط الليل ولتعقدَّ على قمم هاماتكم عبسة
 لا تخشوها وتخوضون حروبًا فتاكة ..
لِتصحوا عل واقعٍ تجسد على هيئة أزمان

يأكلني الندم ويلوكني بأضراسه الفتاكة
للحظة خارجة عن طوعي حين أبصرتُ إلى جذوع تلك الشجرة التي نشأت في حرمة بيتنا ...
لكل واحد منّا حكاية معها..
قَوْتِها يساعدني في النهوض من عثرات وتقهقرات جهنمية خلَّفها لي أهلي...
أياكم وأن تيقظوها من غفوتها السرمدية
وتبتاعون منها أعوادًا حسبتموها دفئاً لكم
أياكم وأن تجعلو منها مقاعدًا تلهون حولها وسط لجيج وصخب الحياة..
أياكم أن ترمقوها أو تجفلوا طيورها بترهاتكم
 ففي جنبيها ينامُ الحنين وتغفو على أغصانها ألف امنية ....
لليلةٍ واحدة أشتاق لسكينة الأهوال..
ولكن الصوتَ حين ينطوي على آذانكم ويعانقُ الحزم الصارم بداخلكم ، يجعلكم لا تدركون حجم خطيئتكم إنها للعنةٍ تُرافق سنين أيامكم
ولغلطةٍ كرسّتها جحافلكم ولندبةٍ عجرتُ عن مداواتها مهما سعيت بالنطق والتوسل لكم
ما من فائدة عبثًا وبطشاً لكم...

يا اغصان مولدي،  إغفري لي ولتصفحي عني ،
حالي كحالُ المدِّ ..
تارةً تدفعني أمواج البقاء وتسلبني كلّ عزيمتي وقوتي
وتارةٍ روحي تعانق غسق الأبدية....
فلتظهري لي يا نجمة الشمال وخذيني بعيدًا...
أنا راحلٌ وكليّ حنين لمهد عشقي الاول
وداعًا أيتها الشبابيك الزيتية..
وداعًا أيتها العصافير المغردة..
وداعًا لكم يا بني أمي...
إنصبوا مشنقتي عند الغروب
وقدموني قربانًا لها لعلها تسامحكم
ولتحملوا جثماني بيديكم لا على أكتافكم...
...
أجعلوها نصبًا تذكاريّاً ودعوني ألبثُ تحت ظلالها مناجيًا طفولتي من جديد...........

..#مهدي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق