السبت، 28 أغسطس 2021

نعم النساء.......عبد الله ضراب

نعم النساء
بقلم عبد الله ضراب الجزائري
***
نعمَ النِّساء التي قرَّت بمسكنها ... لله تخبتُ بالإسلام تعتصمُ
كالكنزِ تُحفظ من ريبٍ ومن دنسٍ ... في سبحة الفطرة المطهار تنتظمُ
مليكة الدَّار تاج العزِّ زينتها ... تُحمى ، تُحبُّ ، تنال الأجر ، تُحترمُ
نبعُ الحنان وحضن الطفل صائنة ٌ ... للعرض والجيل بالأخلاق تلتزم ُ
وتشكر الله ثمَّ الزوجَ قانعة ٌ... بالصّبر والرِّفق والإحسان تتَّسم ُ
خيرُ الديار التي قرَّ النساء بها ... فالعرض ممتنع ٌ والشَّمل ملتئمُ
بمثلهنَّ فقط أرض الفدا انتصرتْ ... بمثلهن جنود الكفر قد صُدِموا
سل الحقائق في أرض الجزائر كم ... صدَّت مُحجَّبة بالطُّهر من هَجمُوا
ربَّت بطيبتها الأجيال فاعتصمتْ ... بالدِّين صادقة ًما غالها وَهَمُ
كم كوَّنت وبنت ، كم ألهمت وهدت ... فالأمُّ مدرسة تعلو بها الأممُ
بنتُ الجزائر كانت كالملاك تقى ... الصَّونُ ديدنها والصِّدق والكرمُ
لكنَّها رضعت بعد التَّحرُّر من ... سمِّ الذين غووا من طهرها انتقموا
سمِّ الذين غدوا للحاقدين يدا ... انَّ الذين غووا هم الذئاب هُمُو
نادوا بعصرنة العري مظهرها ... والعهر مرتعها والغاية العدم
قد أضمروا لبلاد الذّكر هاوية ً... ها قد أتت علنا بالفعل ما كتموا
قد خطَّطوا لاجتثاث الطّهر من وطني ... ها قد قفا أسفا في الدَّهر ما رسموا
هل التَّقدم يا أهل العقول خنا ؟ ... هل الحضارة أن تُسترذل الأممُ ؟
هل التَّحرُّر أن يزجى النساء الى ... سوق النَّخاسة والأعراض تنثلمُ ؟
هل الوظيفة رهنُ العرض في حُلُمٍ ... قوامُه القشُّ والأصباغ والزَّهَمُ ؟
كم سخَّروا جسد الأنثى كمصيدة ٍ... للمال في حَمْأة الإشهار تُرتغَمُ
قد أرخصوها وأعلوا ما يباع بها ... كم نذَّلوها فما عزَّتْ وما رحِموا
هل التَّعلُّمُ للأنثى مخادنة ٌ؟ ... ويح الفتاة فقد أغروا وما عصموا
هل الثقافة إغراء بفتنتها ؟ ... كم في الرَّذائل ما أوحى به النَّغمُ
من للأجنَّة من قد بالحرام أتوا ... من عاش مضطربا منهم ومن رُدِموا ؟
كم في الجزائر من طفل بلا نسبٍ ... ويل الجزائر إن ضاعوا وان نقموا
هل الحداثة ُ غَمْطُ الحقِّ وا أسفا ؟ ... هل التَّطوُّرُ أنَّ الدِّين ينعدمُ ؟
لا .. ليس كلُّ جديدٍ صالحا أبدا ... لا يَلزَم الحقَّ إلا عاقلٌ فَهِمُ
إنَّ الحقيقة روح الدَّهر خالدة ٌ... إنّ الفضيلة لا يزري بها القِدَمُ
يا قوم إنَّ سبيل الغرب جائحة ٌ... بها تُدكُّ صروحُ العزِّ والقِمَمُ
صونوا الضّعيفات من ذئبِ البغاة فهل ... الذِّئب مُؤتمن تُرعى به الغنمُ ؟
يا أيها النّاس إنَّ العيش عارية ٌ... فالمال والجاه والأعمار تنصرمُ
لا تهلكوا الدين والأعراض في شُبهٍ ... تبًّا لمالٍ إذا حلَّت به التُّهمُ
إن تتَّقوا الله يرزقْكم ولو مكثتْ ... في كلِّ ضائقة يزجي الرَّجا لكمو
توبوا إلى المالك الرَّزَّاق تنتفعوا ... بالعيش والرِّزق والأولاد فاغتنموا
*******
وَا رُبَّ مُعترضٍ : إذن سنسجنُها ... نصفُ الخليقة في ظلِّ الورى يَرِمُ ؟
من يجهل الدِّين كم يشقى الوجود به ... واشؤمَ من جهلوا الآيات ما فهموا
نساؤُنا سندٌ فالدَّربُ واحدة ٌ... الله غايتنا والدَّورُ يُقتسمُ
الأمُّ راعية ٌ ترعى البيوت كما ... يرعى الرجّالِ بحدِّ الكدح ما حكموا
نساؤُنا شرفٌ يسعى ومكرمة ٌ... لا يهمل الشَّرف الأنثى سوى بَشِمُ
نَهدي الفتاة لما من أجله خُلقتْ ... تُصانُ من شَرَكٍ حبَّاتهِ الزَّخَمُ
بالعلم بالخلق الدِّيني ِّنعصمُها ... بالصَّون يبطل في الأيَّام ما رسموا
ولتترك البيتَ في علم ينوِّرها ... إن جانب العلمُ ما جارت به النُّظُمُ
ولتسعَ في الأرض إن صانت أنوثتها ... وصانت النّسل لم تعبث به القدَمُ
تُغنى النِّساء عن التَّهويم في قذَرٍ ... أين الوليُّ وأين الزَّوج والرَّحمُ ؟
أين الحكومة من حفظ الرّعية في ... عيشٍ تفاقم في البؤس والرَّغمُ ؟
ليس اكتفاءُ أمات الله نافلة ً... بل حقَّهنَّ به للشَّرع يُحتكمُ
يا أيها النَّاس شاع العهرُ فانتبهوا ... فرُّوا إلى الله شدُّوا الحبل واعتصموا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق