قصه قصيره بعنوان الواد العتره بقلم سيد عبد المعطي
..... منذُ نعومة أظافره مشهود له بالرجوله فذات مرة عندما كان طفلا صغيرًا أرسله أبيه ليشتري بيض بلدي من السوق الذي بجوار بيته وعند ذهابه الي السوق قد لاحظ ضجيج بالسوق ما هذا المشهد شرطي يركب حصاناً وبيده كورباج ويهرولون أمامه مسرعين علي أقدامهم خمسة من العسكر يوسعون له الطريق بطريقة غير مهذبه، وإذ بهذا الشرطي يقف أمام إمرأة فلاحة مسكينه تبيع زجاجات زيت طعام وسكر فيأمر بالقبض علي هذه الفلاحه والتحفظ علي زجاجات الزيت والسكر وعمل لها قضية بيع زيت وسكر التموين فتبكي السيده وتتوسل اليه وتقول لهذا الشرطي إنّ أبنتي ستدخل المدرسه غدا وتريد حقيبة المدرسه وليس معي نقود فلم أجد أمامي سوي بيع الزيت والسكر خاصتنا حتي اشتري لها الحقيبه ولكن لا حياة لمن تنادي أشار بالقبض علي السيده ولم يرحم دموعها ولم يجرؤ أحد من رجال القريه التدخل ولو بكلمة لإنقاذ هذه الفلاحه.. وإذ بهذا الطفل الذي لم يتجاوز العشر سنوات يصعد في خفة فوق شجرة النبق ذو الأوراق الكثيفه ويخرج من طيات ملابسه نبلته الصغيره واضعاً فيها حجراً صغيراً وبإحترافيه عاليه يصِّوب النبله تجاه الضابط المفتري وفي أقل من لحظة يستقر الحجر في عين الضابط فيقع من علي الحصان وبفقد إحدي عينيه فيأخذونه العسكر مسرعين الي المستشفي لإسعافه وتذهب الفلاحه مسرعه الي بيتها وبقلب من حديد يظل هذا الطفل فوق الشجره جالسا ولم يره أحد وتكتب نهاية جبروت هذا الشرطي علي يد هذا الطفل الصغير فبعد أن فقد إحدي عينيه تحول الي أعمال اداريه بأحد مديريات وزارة الداخليه .
..... وبعد ذلك يذهب فارس ذلك لطفل الشجاع الي بيته فيسأله ابيه عن البيض فيشرح فارس لأبيه ما حدث فيضطرب أبيه ويقول لإبنه فارس لا تتحدث مع أحد في هذا الموضوع يا بني مرة ثانيه وخاف الرجل علي إبنه فارس فأخذه وترك قريته وذهب الي القاهره وعمل بتجارة العطاره وكان الحج عبد القوي مثالاً للتاجر الصدوق .
..... ومرة الأيام وكبر فارس وكان شاب قوي البنيان مفتول العضلات محبوبا من أهل الحي الذي يعيش فيه والتحق فارس بالمدرسه الثانويه وكانت هذه المدرسه بعيده فكان يذهب هو وزملاءه الي المدرسه مستقلين القطار المحلي ،وذات مره عاكس أحد البلطجيه فتاه من مدرسته من اهل حيّه فأستشاط فارس غضبا وقال للبلطجي أحفظ لسانك وكن محترماً أنها مثل أختك فضحك البلطجي ضحكة عاليه ساخراً من فارس فقال له فارس إحترم نفسك وإلا رميتك من القطار فأخرج ذلك البلطجي مطواه قرن غزال (سلاح أبيض )وتوجّه الي فارس وفي شجاعة لم يخاف فارس وأمسك بمعصم يد البلطجي وضغط عليها بقوه فوقعت المطواه من يد البلطجي فضربه فارس برأسه ضربة قويه في رأسه فغاب البلطجي عن الوعي وكان فارس حديثاً للمدرسه فأحبه المدرسين وحاز كل أعجاب كل فتيات وشباب المدرسه والقي ناظر المدرسه خطبه في طابور الصباح عن شجاعة فارس واضعاً يده علي كتفه ونّصبه رئيسا لأتحاد الطلبه .
..... وفي السنه النهائيه يوم الإمتحان حدث شيئا غريبا كل الطلبه ملتفين حول فارس يراجعون الماده التي سوف يكون الإمتحان فيها وإذ بالبلطجي يتشاجر مع أحد الباعه الجائلين علي محطة القطار ويضرب البائع بالمطواه ويفر هارباً فأسرع فارس حاملا البائع غارقا في دماءه الي المستشفي فلم تقبله المستشفي لعدم وجود طبيب التخدير فكسر فارس باب المستشفي ووضع فارس الرجل علي أحد الأسّره وأخذ عنوان الطبيب وأسرع الي بيته فوجده نائما مرتديا بجامة النوم فأيقظه فقال له الطبيب أنتظرني حتي أُغير ملابسي فقال له اللحظه تفرق فجذبه من يده بقوه وأخذه الي المستشفي وتم اسعاف الرجل وكتبت له حياه جديده علي يد الطبيب وفارس .
..... فضحك فارس ممسكاً يد البائع المتجِّول وقال له سامحك الله لقد ضاع مني الإمتحان.. وكان صحفي يسير بالمستشفي فسمع كلام فارس فألتقط له صوره فوتغرافيه ونشر ما حدث مخاطبا وزير التربيه والتعليم ولم يمضي يومين وإذ بوزير التربيه والتعليم يصدر قرارًا بعمل إمتحان منفرد لفارس في الماده التي لم يحضرها وتخرج فارس من الثانويه العامه والتحق بكلية الشرطه وكان مثالاً للضابط المميز ذو الأخلاق العاليه وكان يدافع عن الفقراء ولكن هذه المره بأمر رسمي
وشكرا مع تحياتي سيد عبد المعطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق