الأربعاء، 25 أغسطس 2021

أفكارفى زنزانة الظنون...إدريس الصغير

أَفْكارٌ في..... زنزانة الظّنون

أنا، وفنجانُ قهوتي، 
وسيجارتي، 
وعود ثقابٍ، يشتعل داخلي
يُلهبني دون لهيب.. 
دون نار تأكلني، 

وقِطعةُ سكرٍ تذوب.. 
بين الشّفتين.. تسري في وتين.. حنينٌ 
يدغدغ مشاعري، 
من حينٍ.. إلى حين.. يغمرني

وقطعةٌ من موسيقى جاز... القرن الماضي،
وجريدتي..
التي نسيت، أن أقرأها 
لم يعد عقلي، 
يحتمل فوضتي، 

أفتح فنجاني، 
لأرى الغد، لا يوجد غد.. أمامي 

إذًا أصحو فجرًا، وأنتظرُ 
قد ينمو شيئاً ما.. من هذا الصّباح 
لا صُبحا، أمامي.. 

إذًا أنتظرُ، المساء قد يأتي 
الشّفق، حاملا بعض الآمال 
لا مساء، أمامي..  

إذا أرحل من جديد، إلى منفاي 
لأسْمعَ قصيدة ، من شاعرٍ أندلسي، 
حُروفها تُشبِهنِي، 
وجراحها تُشبِهنِي، 
ومنفاها، يشبه منفاي، 

لم يَعد يُسمَعُ الشّعر.. في بلاد النّهرين 
قَنْبلُوا كل بُحورِهِ.. لا رجزٌ.. ولا طّويلٌ
ولا رملي 

لقد عزلوه.. مثل ما عزلوا المعري 
لم يبق غير الكفار.. في بلاد العرب
فهل سنتوبُ.. قبل أن نلقى ربي؟ 

أين نسكن، وكلّ ما في أوطان العروبة، 
بَعتْهُ عصابات البترول، لا شيء يُرشدني 
إلى نفسي...... لا أدري؟ 
 تائهٌ أنا.. بين أحضان السّراب

كلّ ما أملكه.. جواز السّفر، 
ورحلةٌ من المستقبل، إلى الماضي
سوف أرحل، وأترك كلّ شيء خلفي
تبًا  لأفكاري.. تبًا لأحزاني
تبًا لمن يُطارد.. أشعاري

أفكرٌ في...... زنزانة الظّنون 

1_أنباءٌ عن تحرير الذّات، من عبودية التّطرف
الذي أُبرِمَ قِرانُه، دون ما فاتحةٍ مع ذاتي، 
ودون مَعزُوفةٍ... ودون أغاني،

2_أنباءٌ عن عودة السّلام، مقابل الأرض، إلى الطّاولة شرطْ أن يكون، المفاوض صهيوني..
أنباءٌ عن صَفْقةِ القرن، الشّعب يرفض، والحُكام 
تقدم لأمريكا... أحر التّهاني

3_أنباءٌ عن العودة، إلى فلسطين، من دون هويةٍ، 
ومن دون سلطةٍ، ومن دون أرضٍ، ومن دون كرامةٍ، ومن دون إنسان، ومن دون.. أن تفتخر
أنك فلسطيني

واليوم لأني.. أرسم شهادتي
على العصر.. اغتالوا شعري 

 لأني عربيٌّ فلسطينيٌّ، بدم جزائري 
يحاولون، إغتيال شعري؟

أفكارٌ في..... زنزانة الظّنون

تُطرَحُ الفِكْرَة أَنّه، لم يعد هناك شكٌ، أن العرب تخلوا، عن فلسطين، وعن كلّ ماهو فلسطيني.. 
في السّبعينيات، قمنا بِحَربٍ كان البنزين، فيها الفَرَس المحوري.. 
كان خبز فلسطين، قريبا منا.. وفجأة تعثرنا، وصرنا نبكي..  
على ما فرّطنا، في الماضي
جيوشنا بَواسِل، لكن القوة مع الخيانة، 
لا تُجدِي.. 
هوت أقنعة، الماضي 

فهل سيعود مَجْدٌ، أَجُنْدَتُه أُبرِمَة، في فنادق الأعادي.. 
هوت أقنعة الماضي..  

ولم أعد أفهم، ما يحدث في أوطان العروبة، 
ولم أعد أفهم، ما يحدث في بلادي.
أرى وجودي.. يدور حولي.. ليس له قرارٌ
 ليس له منتهى.. ليس له وطنٌ.. 
ليس له أرضٌ، كلّ أحلامي
اغتصبة بيد القانون.. هل أصبح القانون، مجرما 
في وطني؟.. أم صار القانون. 
في وطني.. حمارًا، أركبه مرة  ليركبني 
ألف مرة، وأنا مسجونٌ في زنزانة أفكاري 
وظنوني...

نستنزف الوقت، نلعب لعبة السّكوت.. نمشي 
على الأعصاب الباردة.. 
نسمع صوت الضّمير، بعد موته
لا حدث، بيانات الملل.. صعبة. 

بروقراطيّة الرّوتين، لا تعطيك، فرصة للخروج 
من عاصمة الملل.. خبز أمي، لا يشبه خبز العرب 
هل أمي... غيرت الجنسية؟.
هل أمي صارت، امرأةً وجودية؟
تبحث في كينونتها، عن كنه الماهية ، 
في وطني
الذي قرّر، منذ أمدٍ، أن يقتل الحرّيّة، 
في وطني.. 
الذي يعشق الحرّيّة، 
في وطني... 
الذي صار، معبدا للحرّيّة، 
فهل هناك فعلا، في وطني 
حرّيّة؟  

لا أظن..؟؟؟! 

أسافر على، طائرةٍ ورقيّة.. 
لأنسى أني شاركت، في قتل الضّمير، 
لكن ضميري، حيّ.

 لا ينسى أنه، كان شاهدا على إعدام، الحرّيّة 
في ميدان التّحرير...في الجزائر.. 
في العراق..في سوريا، في ليبيا..في فلسطين، الأبية.. لماذا فقط ،في الدّول العربيّة؟؟؟؟؟!! ويبقى السؤال وتبقى أفكاري.. 
محبوسة في، زنزانة الظّنون.
ظنوني....

           إدريس  الصغير الجزائر
              09جانفي 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق