"خوابي الشهد"
هذي القلوبُ التي شابَها جَفْوٌ
من أين يكسو الياسمينُ مَحياها
وكأنما الحبُّ روحٌ ليسَ تسكنها
فمن أين تقطرُ بالعسلِ شفتاها
وهذا الجفاءُ المرُّ كيف تسكبُهُ
ينابيعٌ عذبةٌ قد مَلأتها عيناها
وهذا النأيُ قاطعٌ بِحدِّ مِديَتِها
و طيبةُالوجه الرؤوفِ تغشاها
هذا التجافي لاذعٌ كلُّ طَعمَتِهِ
وعندها خوابي الشهدِ أحلاها
هي أرحمُ الناس بذي سَقَمٍ
فكيف غزت قسوةٌ ثناياها
هي تبهجُ المكروبَ لا حراك به
فتحييه باللطفِ الرقيقِ كَفَّاها
و تشفيه من علةِ الروحِ رِقتُها
فما رأيتُ طبيبةً تبكي مرضاها
هي تزرعُ عَبَّادَ الشمسِ في أمَلٍ
وتسقي بشمالها ما زرعَ يمناها
وتجبُرُ خواطرَ الناسِ في كُرَبٍ
هي أرفقُ الناسِ قلباً وأحناها
هي منحة الباري و بعض رحمته
فتبارك في رأفةٍ منه أعطاها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق