جلست وحدي متكأة يدي
أتقابل وأشكي لبحر البوغاز همي
بمكاني المعتاد جلست أشرب قهوتي
دغدغت رائحتها عروقي
ولوهلة سرحت أنظر امامي
فبنورس محلق قادم آتي
حدق بي وقال لي: ما بك ، ما يشغل بالك يا بنيتي
فأجبت مستغربة وكيف لنورس فك خيوط حياتي ؟
فقال : انظري إلي فقط وسوف تغيري رأيك يا صغيرتي
قام فحلق وطار بعيدا حتى حسبته نسي وعده لي
فإذا به يعلو ويترنح بجناحيه حر طليق أمامي
بعد برهة أتى وقال: أ رأيتني؟ هل فهمتي قصدي؟
طأطأت رأسي وبنبرة الحزن كان جوابي
كيف لي وان اكون مثلك فليس لي جناحين يا نورسي
انبهر وقال : كيف لك الحزن وأنت بطنجة غاليتي
فبحر البوغاز أمام أعينك فمنه تعلمي
كوني مثله فبالرغم من حجمه لا يشتكي
بل يلوح فقط بموج أبيض اللون ويكتفي
كوني بعمقه وشكله وضخامته فلا تنخدعي
كوني كالسفن الجارية فوقه تقتلع ما بداخله وتأتي بخيرات ربي
ماذا بك ما حل بك يا صغيرتي؟
فطبطب بحنان الاب الناصح على كتفي
قال: رفقتي تنتظرني فقد حان موعد رحيلي
تذكري وتدبري نصائحي
فغدا ستقولي قال نورس لي
رحل ... وصحت وبي شغف يملأ قلبي
أنا ابنت الحمراء جوهرتي
اقطن بطنجة النور عاليتي
سأصمد رغم كل ما يحيط بي
فأنا ابنت ذاك الأسد وتلك الصامدة حبيبتي
فشكرا لكل من مثل دور النورس بحياتي ...
وأقول لكل من مثل البحر فإنك لن تكسر ذراعي
هذه أنا ... صامدة مقاتلة عنيدة بطبعي
فلا تنتظر انحنائي....
#اكرام كرم ٢٦ فبراير ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق