الأحد، 3 يوليو 2022

مدينة السلام....فاتحة سرغينى

مدينة السلام 

من بين أسارير الروح 
أراقب وجه مدينتي الشاحب
مدينة تلملم تقاسيم شبابها 
تشيخ في قمة الشموخ 
تضمخ كفيها بحناء عروس
تودع العنوسة
ترتدي حلة السلام حمام
تبني صرح الحياة  
لتقتلع البؤس والعناء
من جدور أزقتها العتيقة
من سراديب حطامها 
لتزهر وتنشد تراتيل الغبطة 
بأجراس الكنائس القديمة 
ومآذن صوامع المدينة 
ترنمي أملا بالمسقبل
العالق في ذاكرة النسيان
المنمق بتراث الحداثة
سرابيل لكينونة الوجود 
في ربى حب بلا شوائب 
يختلج مشاعر 
أهل بلاد العجائب 
 من منارتها المتهاوية 
ينبعث نور خافت 
يخترق ستائر الطغيان
ليبيد به العصيان 
ويحرر بالسلم 
ما أخذ بالقوة والجبروت
لينثر بتلات الزيتون 
الناصعة البياض 
ويزرع بشتلاتها السلام 
بين الآتي والآن
في ربوع الوطن الضائع
ليتوج جبينه بأكاليل الياسمين
وعلى صدره توضع النياشين
شهداء بالملايين 
بدمائهم الزكية
بأرواحهم الطاهرة 
المحلقة كالحمام  
بنورهم يزيلوا 
حلكة الظلام 
ودخان القذائف 
ناشدوا الحرية والسلام 

 فاتحة سرغيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق