الخميس، 9 ديسمبر 2021

عيون منسية...طارق على جاب الله

♦ عيون منسية ♦

سأعود لكلماتك
التى تُحَدِّقِين بها في الهاويَة

وسأسِير إلى جوارك دون ضوضاء
وبنظرة عين خاوية

ليس عندى لكِ وا أسفاه !!
حين أنتِ فى تابوتكِ المغلق
تشعرين بى
ولا تتحركى بجانبى 
كالأيام الماضية

فَتُسايِرِينَ خطواتى البريئة
بعد أن أفْضَت 
تدور بلا هدف
كدوران الساقية
♦♦♦
ومع ظلام الليل
ستجدينى 

أمكث بجاور الذكرى
أعلم ألَّن تأتيني

نفس السؤال .. لماذا ؟! .. 
فمكاننا .. لم يتغير .. 
أم هى
طعنة غدر فى وتينى

بعدما كان الطير 
يشدوا بيننا على الأفنان 
وأراك فى كل مكان
ما عاد صدحه يغنينى

آه أيها الألم
آه أيها الزمن
ما بالك أيتها العين الشاحبة
نتعرى تحت أشعة الشمس
وغيركِ .. 
ما كان رداء حديثهُ
يكفيني
♦♦♦
أيا سارقة الصمت ..
لا تظنى أن هذيان التفكير
سيؤذينى

فعمَّا قريب
ستصبحين نسياً منسياً
فلا أسماع لك ولا عيون
بل سأهزّ إلىَّ نفسى 
أيا نفسي ..
إليكِ ضمينى
♦♦♦
لماذا علىَّ وحدى أن أتحمل
أن يصرخ كل شىء حولى 
وأنتِ .. 
كنتُ لكِ وحدك
أتجمَّل
يا من هجرتينى
♦♦♦
هكذا فهمت ..
رغم كل ما كان بيننا 
من طُهْرٍ وكرم
فلم تغلبنا شهوتنا 
وكنا سوياً على عفتنا
لم أعرف يوماً 
ما يكمن فى نفسك
ولا مكانى عندك
كان مجرد كلام
بعدما اختفيتِ
لن أقول
إلا .. لماذا
ظلمتينى
♦♦♦
ماذا تنتظرين 
الآن ..
أينما تحلين
عندما يأتى القمر
فى ظلام الليل
يجد مكانك خالياً
فى خريف العمر
وبات بيننا بُعدَ 
السنينِ
♦♦♦
كم تتألقين 
فى سماء العقول الزرقاء
فتطير الأرواح طرباً
بجوارك
فتعلوا وتعلوا وتعلوا
حتى إذا سَكُرَتْ
مع عيونك الملائكية
ألقيتى بهم 
فى غياهب الجب
نعم .. الجب ..
فلا تسمحين 
بحذف نقطة من حروفك 
حتى تتحرك القلوب 
من حروفك حباً وعجباً
♦♦♦
أى فكرٍ تمررين
أى أذى خفى تفعلين
أى قلوب تجذبين
أى سلطة عمياء تتحكمين
وأى فراق تخالين
ألا مثل البشر تخجلين ؟!!
الروح فوق طاقتها تُحملين
فى سماء كوكبك المكفهر
وغيره لا تَعْبُرِين
فى قبو الأحزان
مرونة وجمال حديث
ثم على حين غرة
الصمت علينا تفرضين
أَأُشفق على السم الذي تُلقين
♦♦♦
فلا تنبشى قبور الهاوين 
من سماءك
فلن تجدى عظامى بينهم
فقد تعوّدتُ
على غدر الغادرين
♦♦♦
فلم تعد الروح تعشق عيونك
ولا القلب عاد يسأل عما هو بدونك
ومررتِ كحلم 
مجرد أضغاث
منسية
لعيون سوداء حزينة
وروحى عندما تنسى 
تنسى بلا ندم 
كيوم رؤياك
عندما رأيتك من العدم
♦♦♦
والقلب مرات انذوى فيما مضى
والآن مع الليل العبوس
عندما أراك على حين غفلة
أو صدفة 
أو أحياناً متعمداً 
أراك تفتحين الباب
على مهلٍ
على خوفٍ
متوجسة
أم هالكة
ماذا ستقولين 
غداً
لا .. لا .. لا أبالى
ولن أحدد موعداً
وأبداً ..
لن أصبح يوماً نادماً
♦♦♦
وتناسيت أنك يوماً كنت حالى
فما عاد يخترق شعاع وُدُّكِ قلبى
ولا تظنين بى أنا ذاك 
من كبرياء الهالكين
جُلَّ أمرى أن أقول ..
إنها هى ..
لا من كانت ولا تكون
فقط .. هى
♦♦♦
ما عاد يهمنى من تكونى
فلا يغرق قلبى فى بحر الغم
لقطرات دموع صدرك 
أو زفراته اللهيبة
كنتِ كالكهف المسحور
بكنوزكِ السوداء الدفينة
مخفية أو علنية
شرقية موقدة 
تطفىء أعماق
انصهار
لهيب الشهوة والطهر
♦♦♦
وصمتك ألهب تُهمة أعماقى
لتقودى إليك أعذارى
ظناً أنك إنسانة !!
♦♦♦
ماذا تبقى ؟
بعدما صمتت بيننا السماوات
وبَعُدَت عنا الكلمات
لم يكن بيننا شىء سواهما
يتوشحان بلون واحد
هو لون العبارات
أعترف ..
بأنني معكِ نلت بعضاً
من قراءات السعادات
ماذا تبقى أيتها العين ؟
فقد انمحى اسمك
من عقل الذكريات
بل بت من الخرائب الماضية
ومكانك ليس حلمى الآت ..
♦♦♦
الجحود بيننا 
يمشى حافيا
وذرّ التراب لِحَجْبِنَا 
أصبح كافيا
وكأن الوداع 
لم يبقَى لنا إلا آتيا
♦♦♦
أيّاً ما كان هجرك
كان بُعداً 
أم أحْصَرتك الدموع
دون عذرك
ما عاد منك
يضنينى الرجوع
إلا من داءٍ عضال
صوتك منه غير مسموع
سارت الأيام
وما بيننا إلا رمزاً
أما التلاقِى فبات ممنوع
فلا تلومينى ولومى تعجُّلك
أما أنا فلا ينال منى
القاسية قلوبهم 
أى خضوع
فوداعاً أيتها العين
لنور أيامٍ ضئيلة
لم تُغنِى يوماً من جوع
ولم تُأَمِّنَ وتينى
من خوف ضياع موجوع
♦♦♦
أيا سارقة الصمت ..
لا تظنى أن هذيان التفكير
سيؤذينى
فعما قريب
ستصبحين نسياً منسياً
فلا أسماع لك ولا عيون
بل سأهزّ إلىَّ نفسى 
أيا نفسي ..
إليكِ ضمينى
♦♦♦
لقد كان الأمس ليلاً أعزل
وأَفَلَ القمر
واليوم يأتى صباح
وتشرق شمساً 
بنورٍ جديد
وتطل علينا سماوات أجمل
صافية معطَّرة
بعطور ياسمين وردية
يضمنى فرح
وينسى القلب حلم الأمس
لتكونى مجرد أحلام
و ..
عيون منسية

♦ خواطر قلمي ♦
 طارق على جاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق