الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

بقلم مصطفى الحاج حسين ... ولهذا ...

ولهذا ...

                  شعر : مصطفى الحاج حسين .

حين أموت

ستشيّعني قصائدي

على أجنحة الحروف

فاستقبليها

إن جاءت تعزّيكِ

هي لا تعرف إلاكِ

وما سمعت يوماً بسواكِ

ستغدو يتيمة

فكوني عليها أمينة

أخاف يبعثرها الضياع

وهي ثروتي الوحيدة

وقد خصّصتها لكِ

ريعانها لقلبكِ للأبد

وصيّتي أن لا تهمليها

هي عصارة اختناقي

وثمرة دمعي

وأحصنة دمي الصّاهلة

اجلسي تحت شجرة

ستقرؤها لكِ تفرّعات الغصون

وسيكون النّدى حاضراً

يبلّل يباس دمعكِ

وستقوم الفراشات بشغبها

وإيقاظ قلبكِ من ثباته

وسيدقّ الضّوء

أبواب روحكِ المقفلة

ياأنتِ ..

يامن تسكنين حنجرة الكلمات

تشكّلت أحرفي من قامتكِ

أنتِ قصيدتي التي تبحر في المدى

 لأجنحتكِ كان الفضاء

لأنفاسكِ يهفو قمر السّماء

 رسمتكِ بالكلمات على مرايا السّراب

حفرتها في باطن النّسمة

علّقتها على عنق البهاء

يامهد الضّحى

يانبيذ الشّفق

كان حبّي أكبر من هذا الكون

ضاقت عليه مجرات الحنين

صارت تسبح فيه البحور والمحيطات

ولهذا ..

تستمدّ منّكِ الشّمس اشعّتها

وهذا ..

ما يثير غيرة قلبي .

                مصطفى الحاج حسين .
                   سوريا... اسطنبول
                     29/11/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق