ذكريات
السيد فريج
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
أتذكرين …
حينَ السفينةِ غادرت
بيْنَ السحابِ أبحرت
وفوقَ الغيامِ تبخَّرت
وانزوينا أنا وأنتِ
والرعبُ يملؤنا …
وفي اللحظةِ الأخيرة
صعدنا فوقَ نَجمةٍ كبيرة
ومن غيرِ مِينا أبحرَّت
أمطارٌ غزيرة …
تسقطُ عليها ولنورِها …
أطفأت …
وفوْقَ ظهرِ الشمسِ
امتطيْنا
وبدفئها تعانقنا وارتقيْنا
أتذكرين …
ذاكَ الحنين
وللأرضِ عُدْنا
لمْ نجدْ دارَنا القديمة
ولا الوطن …
وصرتِ أنتِ أهلي
والديارِ والسكن
وجلسنا …
تحتَ شجرةِ الليْمون
نجمعُ النُجوم …
وقد تساقطت …
في إناءٍ مِنْ صُنْعِ الجُدود
مِنْ الغَجَر …
وقد سقطتْ أوراقُ الشَجَر
وأظلمتْ الدنيا …
وغابَ القمر …
وصِرنا في خَطر
وتسَرَّبنا داخلَ حباتِ المطر
وسقطنا فوقَ المحيط
وغرقنا في جرفٍ عميق
تعلَّقت أيادينا بحوت …
يرأفُ بِنا وبِحُبِّنا يتلَطَّفُ
وكأنَّهُ صَديق
فوقَ الارضِ يُلقينا …
يأسِرُنا حرسُ الحُدود
لسجنٍ كبير …
يحرسُهُ الأعمامُ والجُدود
لنقضيَ عقوبةً …
عن جريمةِ
حبِّ الوطن
أتذكُرين …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق