الأربعاء، 26 مايو 2021

وعد زهرة ورد....طارق جاب الله

♦ وعد زهرة ورد ♦

جلست على كرسى خشبى

أرجله كلها مكسورة

إلا واحدة

مسنود على قطع حجارة

باقية من أطلال بيوت

فى أحد الشوارع 

أنفق بعض الوقت

مثلما أفعل كعادتى كل عام

على كرسي مكسور

وحجر باقى

لبيت معدوم

بحبل من عدة أطراف

لم يبقى إلا الدخان

يمنعنى أن أتفرس وجوه المارة

هل هم من هدموا

أم هم أصحاب الكرسى الباقى

أم هم من حملوا حجارة

ورأيت وجه أم

فقرأت فى وجهها كل الأعوام

وأب يسير ودمه يسيل

ولا يبالي ..

ينبش تحت حطام

وكأنه قد فقد عزيز

لا يعرف أين دفنوا

وهل عاشوا أم قتلوا

وعيناى تتعلق بمرأى طفل

على أية حال هو يلهو وحده

فلن تنفع أن تسنده حجارة 

فمازال الطفل صغيراً 

ولكن عمره ألوف الأعوام

وشاب يلهث ليعيد حياة

لم يبقى منها إلا غبار

لا أعلم عمره 

إلتهم الشيب رأسه

لا لا .. اقترب منى

فوجدت .. 

بياضه بقايا بيت الأحزان 

ووقَفَتْ زهرة ورد

شعرها بلون الفحم

ترتدى فستاناً 

لم اعرف لونه

من كَسْوَة لون الشعر

وجفناها يسبحان فى الدمع

وكأنها تدافع عن حق مكان

رمتنى بنظرة رقيقة

تبتسم رغم الألوان

وكأنها تواعدنى 

وتقول وعد .. 

لا تتركنى

لا ترحل 

يوماً ما أتجمل وأعود

ليكون مكان الحجر 

وطن ككل الأوطان

♦خواطر قلمي♦
طارق على جاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق