الأحد، 7 مارس 2021

عشق ٱذار.........سناء شمة

عشقُ آذار 

أراكَ تُقلِّبني بينَ الظلِّ والحرور 
تأجِّجُ وريدي في غفلةٍ
ثم تقصمني بوتدِ النسيان 
تنزوي كالضرير ضيّعَ طريقه 
لدى زواياكَ القديمة 
ثم تقتفي دربي وتشاغلني 
بحكاياتِ وصال رغيدة 
تحملُني بجناحيها لمدنِ بلقيس 
فتزاورني عن يمينٍ وشمال 
تُروِّضني كالمهرةِ العنود
حين تسمعني كَلِمَ الوجدان 
فينسلخُ عني جلدُ غيظي 
كأني اغتسلتُ من عينِ أيوب 
وتبرَّأَ قلبي من وهنِ أيامه
وأبرُمُ عهداً أن أحتويك 
حين تصطرخُ شوقا 
تداهمُ ليلي بحريرِ الكلمات 
فنقتحمُ مدينةَ العشقِ 
نتغازلُ كالقمرِ والنجوم 
ثمّ تعودُ لعهدكَ البليد  
فيعتلجُ صدري وتختلفُ أضلعي 
أسمعتَ عن جنونِ آذار  ؟
يغزوه رعدٌ ، يتبعهُ مطر  
مالعشقكَ يُشابهه 
يُبلِّلُ أثوابي فيرجفني 
ثمّ يلبسني دفئا 
من شعاعِ الشمسِ الخجولة  .
أهلكتني في نزعاتك 
تقذفني حيث الموجِ العتيد 
يُمزّقُ أنفاسي ، يفقدني أشيائي
بعضي يأكلُ بعضي  .
أتُراكَ تتبعُ خرافةَ العرّافين  ؟
وتقرأُ منازلَ الأبراج 
تستكينُ لهوجائها وأهوائها 
تميطُ اللِّثام َ عن حرائقكَ
تقايضني بأعماقِ الجراح 
أهكذا عشقُ الرجالِ  ؟
يتخفّى صوبَ التلال 
 كالذئبِ يترصّدُ المكان  .
إنّه عشقُ آذار 
يُصبحُ عرساً حينَ يطرق 
القلبُ صاغرٌ والعينُ تدور 
ويُمسي وجهاً من رمادٍ
يلبسُ سوارَ التجافي 
فيشطب  خارطةَ العشقِ
فأيّ نبضٍ يوقظ ُسريرة  ؟
والقلبُ باتَ في الرمقِ الأخير 
يالعشقِ آذار تراوغُ كالثعالب 
أما تدري للكون ثورة ً
تسقطُكَ في بئرٍ معطلة
لاتمُرُّ بها سيّارةٌ تُنجيكَ
حظّكَ كدقيقٍ حملتهُ الطير 
في مواسمِ هجرتها 
تقويمكَ الهجري شطبتُه 
فلاعودةَ مني عن هذا القرار 
فأما عشقكَ فيذهبُ جفاءً
وأما ماينفعُ قلبي فيمكثُ في ذاكرتي  .
    بقلمي  / سناء  شمه 
   العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق