من نثريات عائش روحاني
(1) أنا لست أنا ؟!
يقدح الشوقُ في عيني
يذوب الودٌ بين أنفاسي
يفيض الحنينُ من لمساتي
زخات دموع الفراق تتدحرج عبر قنوات خدي
كالمهل تكوي مشاعري
تتجمع ركامًا في سماء وسادتي، تسقط تغرق واقعي..
تتناثر شظاياها على أرض الواقع، أخطو عليها تغذي روحي..
أزيز رياح آلامي تتسرب إلى وجداني من زجاج نافذة نفسي المكسورة..
والآهات تقفز من عتبة حلقي أعرقلها؛ لتسقط في قاع أعماقي يدوي صداها في فضاء عالمي..
أملك القرار..
ولا أستطيع أن أتخذ قرارًا فيه إنصافًا لنفسي
قرار الإنصاف يتلجلج على لسان عقلي، ويرتعد فوق أناملي..
ومنطق واقعي يعتقله ويكبله
سوط العتاب ملازم قبضتي.. أجلد مشاعري في كل وقتٍ وحينٍ، أصفعها بكل عزيمة
أُعَرِيِ نَفسي عند قَارِعَة نَاصِيتي..
وما في جسدي موضع إلا فيه طعنة خنجر غدر، أو ضربة سيف خائن، أو رمية رمح حاسد، أو أثر سياط لوم..
أُطَبِبْ جراحي بيدي
وما أصعب على النفس أن تطبب جروحها وتربت على نفسها..
آاااه!..
كم أنا قاسٍ على تلك النفس التي تسكن بداخلي..
أي عذاب هذا ؟!
قالوا ليّ:
مغرور أنتَ!
قاسي القلب!
أنتَ.. لست أنتَ!
القلوب قطوفها دانية منك..
تحت رهن إشارتك..
وأنت تتجافى عنها..
الويل الويل ليّ!
إذا كان ما قالوه صدق؟
أحقًّا قاسي القلب؟!!
أحقًّا ليس لي روح؟!!
وماذا عن هذا الذي بين جوانحي؟!
أنا لست أنا..
فمَن أنا ؟!
وأين أنا ؟!
لَزِمْتُ نفسي..
لم يعد يسعني إلا فضاء الصمت.. لقد ضاق بي عالم الحوار
ولا يعلم ما في قلبي إلا خالقي..
ألتحفُ رداء الليل..
وأعْتَلَى قمم جبال التّجَلِّي
مازلت أكتب لكم
وسأظل اكتب لكم
دمتم بخير أحبتي
لنضع بصمتنا معا على وجه هذه الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق