الأربعاء، 24 فبراير 2021

أمى............أمال الفراتى

احبتي اصدقائي اسعد الله مساءكم بكل خير
الى محبي الفصيح (بقلمي)

أمي

        أيةُ كلمَةِ تستعمل لوصف ذلك الجلال المقدس الذي يطل من تينك العينين البراقتين اللتين بدتا تذويان تدريجياً ...ها أنا أجلس قبالتها أتفحص منظرها يصفعُني مشهد يُجَمِد دوران الدم في عروقي فقد إستحالت أصابعها الإغريقية الى لون الشمع ... بَدَت كأنها تنظر الى شيء تراه وحدها وقد هزَلَ قوامها لدرجةِ موميائية ... مما أضفى على عقلي برودة شديدةً جعلتني واهنة حد العجز ،أنا التي إعتدتُ إخفاء مشاعري ... ألَمَ بي هدوء اليأس التام وغَمَرَ فكري إستسلام مُريع ... ماكانت هناك فكرة محددة ... أحسَسْتُ بظَلال أفكاري كما يَظِلُ نور شمعَةِ في كثافة الضباب ... هاهو النهار يُلَملِم أطرافَهُ وقد بدأت أنفاسُهُ بالفتور وهو ينسَحِبُ رويداً رويداً ... أمعنتُ النظر في وجهِها فبدا شاحباً لدرجةِ جعلتني أرى زرقة السماء في ذلك اليوم أكثر شحوباً مما تخيلت .. لطالما رأيتُ في قلبها الخصب والنماء ورأت في قلبي صواعق أحرقتني ... أتحسس في روحها البساطة والإستسلام وتتحسس في روحي عناد اٌلإصرار وكمون العواصف وشرارات البروق ... رفعتُ يدي للسماء أتوسلُ إليها أن تُعطيني مدداً لأفيها حقها فلم تجبني .

(امال الفراتي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق