الجمعة، 19 فبراير 2021

وهذه امى............تغريد الخليل

وهذه أمي..

ُسُئلتُ ذات صباح ..
عن التحصيل العلمي لأمي..؟
 
نعم ..هي أمي الأمية التي علمتني..
ولكنها كانت تعرف الحساب..وتحفظ من آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف..
وهي الموسوعة في الحكمة والأمثال الشعبية ..وأبلغ القول أن أشير إلى أنها كانت تعرف الحلال والحق وترشدنا إلى الطريق الصحيح ..تناقشنا إن أخطأنا بالحجة والبرهان بكل هدوء وتروٍ دون عصبية أو حدة..تستوعبنا وتضمنا تحت جناحيها بكل عطف وحنان ..والتمثل بالخلق النبيل هو الأنجع والأنفع ..
أمي لم تقبل الغلط يوماً إلا ليكون درساً للصواب..والحرام مرفوض بشكل قاطع ..
علّمتني أمي أن لكل إنسان قسمته ونصيبه من العلم والمال والبنون والصحة والسعادة  ..
ولا اعتراض على حكم الله ..
الصبر والعزيمة والسعي الحثيث ..هذه الأمور كفيلة أن توصلنا إلى تحقيق ما نصبو إليه ونتمناه ..
وحين المحبة تغمر قلوبنا والغبطة ..ستشع أشعة من نورها ولابد نافذة إلى الآخرين ..
تقدُمت أمي في السن ..وتقدمت أنا أيضاَ ..ووصلت إلى ما وصلت إليه والحمد والشكر لله رب العالمين..وما زالت أمي تعلّمني ما حفظت من دروس الحياة وما زلت أنهل من علومها..
....
وهل شهادة علمية في الكون أعلى قيمة ومرتبة أو تعادل شهادة أمي..؟؟!

أمي هي الذهب العتيق..
ولن يقدر الزمان أن يصوغ مثلها..

تغريد الخليل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق