( رِحْــلةٌ في حيـاةِ الــرسولِ)
"المقطع الثاني "
************
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا قريشٌ كلُّها
ذهبتْ إليهِ تساومُ
وإذا محمدُ بينهم
من فعلِهم يتهكمُ
يا للحقيقةِ إنَّها
شيءٌ مملٌ معتمُ
قد راحَ أحمدُ عندَها
فإذا بها تتلاءمُ
ماذا سيفعلُ وحدَهُ ؟
بينَ الذين تحتموا
العمُّ قالَ مقولةً
فيها الشفاءُ الصارمُ
هذا الأمينُ لهديكم
إنِّي بهِ لمتيمُ
من ذا سيمسِكُ ظفرَهُ
سيجيئ يومًا يندمُ
قال الحبيبُ لعمِهِ
قلبي لفعلِكَ هائمُ
آمنْ بربِكَ إنَّهُ
هو في الجنان الأكرمُ
يا عمُّ وانطقْ قولتي
فعلامَ قلبُكَ آثمُ ؟
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فالعمُّ ماتَ كجدِّهِ
وغدا الرسولُ يتمتمُ
ماذا سيفعلُ وحدَهُ ؟
وأمورُهُ تتفاقمُ
هتفَ المنادي بينَهم
هذا بيانٌ فاصمُ
قوموا إليهِ لتقتلوهُ
على الفراشِ وتغْنموا
فإذا عليٌّ وحدَهُ
فوقَ السريرِ ملثَّمُ
نادى الإلهُ لعبدِهِ
يا عبدُ أنتَ الضرغم
أهجرْ فراشَكَ واصطحبْ
من ذا إليكَ يلازمُ
إنِّي بوصلِكَ حافظٌ
يا أيها المتألمُ
صدعَ الرسولُ لأمرِهِ
واختارَ من ذا يلْزمُ
يكفيهِ أنَّ صديقَهُ
للخيرِ دومًا يقْدِمُ
يكفيهِ بكرٌ أنَّهُ
نعمَ الصديقُ الفاهمُ
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ مكارمُ
فإذا سراقةُ خلْفَهُ
بحصانِهِ يتعاظمُ
ما راعَهُ إلا الرسولُ
لفعلِهِ يتبرمُ
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ مكارمُ
فإذا سراقة خلْفَهُ
بينَ الحصانِ يلملمُ
ماذا أصابَهُ حتَّما ؟
ينوي الرجوعَ ويحجمُ
سلكَ الرسولُ طريقَهُ
والليلُ قبرٌ مظلمُ
يا فرحةً لاحتْ بوجهِ
محمدٍ تترسمُ
قد فرَّ من أيدي العِدَا
من غيرِ أنْ يتلاحموا
لولا رعايةُ ربِهِ
لقضتْ عليهِ ضراغمُ
شعر / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق