الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

مرايا الحنين ... بقلم الشاعر إدريس العمراني

 مرايا الحنين

انقطعت سبل الوصال يا معذبتي

فلا تستعيري من حرفي ثوب العثاب

الجرح جرحي تخفيه ثنايا وسادتي

و نزيف الفؤاد تعدى حرقة الغياب

صراخ الصمت مدفون وراء نافذتي

و حلم الوصال لغز وراء السحاب

جمر الليالي يزيد من لهيب محنتي

و ظلم الفراق  نار بدون أسباب

على صفحات الفجر أرسم علتي

و أدعو دعاء متيم في اغتراب

على وقع الهجر ارمي خطواتي

راجيا لقاء حلم  دون عذاب

روحي معلقة بين ماض و آتي

النفس دليلة و العين في انسياب

مرايا الحنين لا تغادر ساحتي

و مرارتها تعكس هول المصاب

على إيقاع الحزن تتمايل ريشتي

  حروفها عارية من الشكل و الإعراب

غابت ليالي الأنس و ماتت سكينتي

و تبخرت الآمال بين يأس و سراب

سواد الليل من سواد معاناتي

أترقب منه فجرا يجود باقتراب

أسائل غروب الشمس فهي التي

تعرف أسرار الهجر و محنة الغياب

أسأل نوافذ الليل ففيها غربتي

القلب يرجف و النبض وراء الأبواب

هدوء الليل يحكي قصة لوعتي

فصولها لم يروها ناظم في كتاب

غاب تركيزي و فقدت هويتي

و تاه العقل بين واقع و سراب

فلا الصمت يخفف هول محنتي

و لا هدوء الليل قادني للصواب

أتجاهل العناد باحثا عن راحتي

فيصدمني منها التجاهل للمصاب

كم هاجرت اليها طالبا مودتي

و أطوف حولها طواف طالب الثواب

فلا ذنب لي سواها و هي خطيئتي

و خطاياها تعد بلا عد و لا حساب

أهذا جزاء طالب الوصل سيدتي ؟

سهام هجرك فاقت سم الحراب

دم الخيبة يجري سيولا بأوردتي

ونارها في الصدر قباب على قباب 

ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق