مرايا الحنين
انقطعت سبل الوصال يا معذبتي
فلا تستعيري من حرفي ثوب العثاب
الجرح جرحي تخفيه ثنايا وسادتي
و نزيف الفؤاد تعدى حرقة الغياب
صراخ الصمت مدفون وراء نافذتي
و حلم الوصال لغز وراء السحاب
جمر الليالي يزيد من لهيب محنتي
و ظلم الفراق نار بدون أسباب
على صفحات الفجر أرسم علتي
و أدعو دعاء متيم في اغتراب
على وقع الهجر ارمي خطواتي
راجيا لقاء حلم دون عذاب
روحي معلقة بين ماض و آتي
النفس دليلة و العين في انسياب
مرايا الحنين لا تغادر ساحتي
و مرارتها تعكس هول المصاب
على إيقاع الحزن تتمايل ريشتي
حروفها عارية من الشكل و الإعراب
غابت ليالي الأنس و ماتت سكينتي
و تبخرت الآمال بين يأس و سراب
سواد الليل من سواد معاناتي
أترقب منه فجرا يجود باقتراب
أسائل غروب الشمس فهي التي
تعرف أسرار الهجر و محنة الغياب
أسأل نوافذ الليل ففيها غربتي
القلب يرجف و النبض وراء الأبواب
هدوء الليل يحكي قصة لوعتي
فصولها لم يروها ناظم في كتاب
غاب تركيزي و فقدت هويتي
و تاه العقل بين واقع و سراب
فلا الصمت يخفف هول محنتي
و لا هدوء الليل قادني للصواب
أتجاهل العناد باحثا عن راحتي
فيصدمني منها التجاهل للمصاب
كم هاجرت اليها طالبا مودتي
و أطوف حولها طواف طالب الثواب
فلا ذنب لي سواها و هي خطيئتي
و خطاياها تعد بلا عد و لا حساب
أهذا جزاء طالب الوصل سيدتي ؟
سهام هجرك فاقت سم الحراب
دم الخيبة يجري سيولا بأوردتي
ونارها في الصدر قباب على قباب
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق