"الحبُّ قدرٌ"
هذا الشعرُ بِتُّ أمقتُهُ
فلا يأتي إلا على ألَمِ
بالبهجاتِ والافراحِ يهجرُني
وتعلو قوافيهِ مرارةَ النَّدَمِ
فكأن تلكَ الخيباتِ تسعدُهُ
فتروي مدادَ ريشةِ القلمِ
أين ذاكَ المحبوبُ يفتِنُنِي
وذاك الثغرُ ثمرةُ الكَرمِ
وتلكُ الضحكاتُ ليسَ اسمعُها
تلاشت كلُّها مع الحُلمِ
أين ذاك الحب يعصِفُني
أين التَّوقُ والأشواقُ والزَّخَمِ
والجورِيُّ والياسمينُ أينهما
فالحِسُّ أحجارُ كما الصَّنمِ
أين خَفقُ القلبِ والآمالُ تملَؤُهُ
أين الرسائلُ و الحروفُ والكَلِمِ
وفناجينُ البُنِّ حين تحملُها
وصوتها يشدو إليَّ بالنَّغَمِ
فهذا القلبُ ماعادَ مبتهجاً
سكانُه هَجروا شكا من السَقَمِ
أين تلكَ الصباحاتُ تنعشُني
ماتت وصارت من الرِّمَمِ
الحبَّ يُخلَقُ ثم يزدَهِرُ
ويذوي فلايفنى الى العَدَمِ
الحبُّ قدرٌ تعانيهِ القلوبُ
كُتِبَ قبلَ مُضغةِ الرَّحْمِ
لا تهوي به سنٌّ فيُنتَسى
يساوي به السادةُ الخدَمِ
فالحبُّ مَلكُ كل أزمنةٍ
تاريخه ضاربٌ إلى القدمِ
فيه أسرار السعادة كلها
ومنه تعاسة البائس الغَرِمِ
فتحلى من الدنيا بزينتها
فزينة الأمر العقل والحُلمِ
د.ابراهيم نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق