***هذيان آخر الليل ***
●رسائل مكناس. .
اغتراب
يشتد البيت قتامة..
عبوسا. ..!
تخنقني غربتي. .
كأن هذي المدينة أضحت كابوسا...!
أهرب من وحدتي القاتلة. ..
أفر من أوهامي. ..
أخرج إلى أزقة الحي. .
لعلي أرتاح. .
غرابة. ....غربة. ...كآبة. .
وهذي المدينة صاخبة..
تصرخ في وجداني،،
غريب. ..غريب. ..
أنت. ..الغريب عني. .
يشتد حنيني إلى موطني. .
أتيمم كل ريح عاصفة
من شرق هذا السديم ..
الإسمنتي ،البشري. .
عساني أشم طيب ثرى مهدي..
مرتع صباي...
ونزرا من رياء أمي ..
وحبيبة قلبي . .
غريب أنا. .
يتقيأني كل زقاق. .
هذي المدينة مثلجة عواطفها..
كصقيع سيبيريا. ..!!!!
أعبر حي كومباطا،،
أمربالسيكتور..إلى بيل إير....
تحملني خطاي المتعبة بالكاد...
إلى أين. ..؟
إلى مقهى جلوريا. ...!
مقهى صغيرة،،
مخبأة..كجوهرة. .
مقهى جلوريا. .
محطة ترسانة من الأحزان..
والأشجان. .
مقهى جلوريا...
مكان يهرب إليه الطلبة الغرباء،،
في هذا البرج..
كأنه منفى أو معسكر. .
نتهاوى بأجسامنا المتعبة،،
على كراسي مقهى جلوريا. ..
نحلم بحنين العودة إلى الديار. ..
نعد الشهور والأيام الباقيات. ..
نرتجي عطلة أو إضرابا. ...
نمني أنفسنا بالعودة القريبة. .
فنجان قهوة سوداء مرة..
بداخله قطعة ليمون. .
تتيه عيناي في سوادها،،
شاردا عن حاضري. ..
أطرد نحس هذه الغربة القسرية. .
عسى سواد القهوة
يبدل سوء الطالع الذي سكنني..
منذ أن وطات قدماي أرض
هذه المدينة الكئيبة الحزينة..
أتساءل. .
هل أنا النحس. ...؟
أم هذي الديار الغريبه. .؟
أسوارها. .أشلاؤها. .تخنقني. .
عبوس أهلها. .
مراؤهم يولد بداخلي مقتا ..
وحقدا بغيضا. .
أصبه دوما
في كل كأس خمر
أفرغتها في جوفي قهرا. .
في مقهى جلوريا ..
خليط من أبناء هذا الوطن ..
المترامي الأطراف. .
في مقهى جلوريا..
تخال نفسك راكبا قطار سريع الشرق. .
من باريس إلى سان بطرسبورغ..
يقله جميع الأجناس. ..!
مقهى جلوريا..
محطة حلمي. .
حنظل حاضري الكئيب..
ولحظاتي الآنية. .القاتمة ..
في مقهى جلوريا ..
يسفرني الحنين
إلى الزمن الجميل..!
مقهى جلوريا. .
هي ملاذي
كلما احتبست بين شفتاي
كلمة أمي
حنينا. .جلدا و كبرياء. .!!!
أفر إلى مقهى جلوريا
كلما شدني الشوق إلى بلدي،،
هناك تركت أمي وحبيباتي،،
دامعات العيون. ...!!
سألتني يوماً سيدة من مكناس المدينة مستغربة. .؟؟
لقد خرجت ياسيدي عن العرف والمألوف. ..!!!؟
كل من دخل هذي المدينة أعزب يودعها متزوجا ..وأنت ياسيدي. .ما قصتك. .؟
قلت :ما قدر جرى ..قولي نجوت. .ولو صح التعبير، قولي تحايلت على قدري ورفضت نصيبي. ..
هذي مدينتكم نحس كذواتكم..
شتتت شملي.
ضيعتني في سنتين من عمري..
تبددت معها أحلامي وأمالي..! .
تمر ليالي الخريف والشتاء..
ثقيلة كئيبة. ..
كالأشباح المؤرقة, المنغصة. ...
يعلن الغروب. .حلول ليلة حزينة. ..!
وأنا العن كل هذا الزمان. ...!
حالي ..كحال السجين. ...!
حالي. .أنا الغريب. .
كالرضيع بلغ الفطام! !!
ما أطول ليالي الغرباء. ..!!
تتراقص كل الشجون ..
الهواجس حمقاء. ...!!
يطول السهاد ..
ساعات الأرق طوال. ..!!!
تسرح ذاكرتي..
مسافرة إلى هناك..
حيث موطني، ،،،
تطل على المدينة في إسراء ليلي. ..
من أعلى الجبل الاشم. ...
من مصطبة قنص الحمام. ..!!!
أطمئن على مدينتي
الحالمة..الناعسة. ...
أجوب الأزقة القديمة. .
أرتشف الماء من عيناي. .
مشعشعا بملح دمعي.....!!!!
أطل على الدار الكبيرة. ..
كلما شدني الحنين في المساء. ...
أتأمل وجه أمي. .
ألثم جبينها على حين غفلة. ...!
هي الآن غارقة في طقوس الدعاء
والاستغفار ..
تترحم على الأحياء والأموات. ....!
تمسح دمعة من مآقيها
كلما افتقدتني. ...!!!
أبتسم لأبي ..
رغم وجومه وصرامته. .
أطبع قبلة بر
على كتفه الأيمن الأمين. ..
ألوح بنظري. .إلى هناك. ...
أتفقد حال الكواكب والنجوم
أعدهم. ..خمس نجمات
وكوكبان. .
حول مائدة العشاء. ...
ما أطيب طعام أمي. ...!
كم أشتهيه في الاغتراب. .
ليلي طويل كئيب. ..
لاينتهي. ..
الدقائق والساعات رتيبة
تخطو بطيئة. .بطيئة. ...
ياالله. ..
كم أوجعني الأرق والحنين. ...!!
ياالله. ..
كم يؤذيني هذا الاغتراب. ..!!!
هذي الليلة ظلماء
مريرة لن يوقف وخزها عني..
سوى خمرة مكناس. ..!!!
أرادف الكأس الملإى تلو الأخرى. .
لأنسى. .
لأؤجل أحزاني إلى حين. .
هيهات. .هيهات
لاسكر ..لاثمالة ..
ولا راحة ولانسيان. ...
أضع رأسي على وسادة الأحزان. ..
عيناي تحملقان في سقف الغرفة
تائهتان. ...
يحل طيف حبيبتي
كالضياء بهاء. ...
يشرق وجهها بسمة. ..!!!
فأغفو حالما. .....!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق