الأحد، 12 يونيو 2022

حكاية إمرأة.....وفاء العنزى

حكاية امرأة......
أفكر أحيانا كثيرة في تلك الأيام.... 
عندما تصبح  الحياة فجأة ذات مذاق مر وحار....
فكم من مرة تهدينا الحياة أوجاعا تطفأ لمعة الفرح في عيوننا...
 تهدينا الحياة هموما تثقل كاهلنا...
  فحينما تصبح المسألة أبعد من تقليم وبرد الأظافر
وأبعد من تصفيف الشعر....
وأبعد من حف الحواجب وتركيب الرموش
وارتداء حقيبة يد تناسب الكعب العالي
 حينما تصبح المسألة أبعد من هذا وذاك،أبعد حتى من النظر في المرٱة..والإحساس بالأنوثة
حينما تصبح المسألة مسألة كفاح لأجل العيش،لأجل الحياة والجدل حولها،لنتذوقها  ونعيشها بالرغم من مرارتها
ولتثبيت أن الحياة تستحق الحياة فعلا،
تستحق أن نتحمل لأجلها،نرغب فيها بالرغم من خشونتها وشراستها
ولا بد أن ننحني  احتراما لها حتى وإن أهانتنا مرارا وحملتنا ما لا طاقة لنا به
فوراء كل امرأة كادحة ألف حكاية وحكاية
وراء كل امرأة مكافحة نفسها.....ثم نفسها.....ثم نفسها....
حكاية وجه لفحته الشمس بسمرة الكد
حكاية ساعد مرفوع بتعب الأيام
حكاية امرأة أهانتها الحياة مرارا، فبارزتها بسيف الإرادة وسلاح الصبر والتحدي،. متخطية قسوة وجهامة العيش
حكاية امرأة بدت رقيقة وحنونة فيما بدت متعبة تكاد دموعها تتسربل لتنزل  على خديها ،فتمسحهما وتقوم...
حكاية جسم لا يعرف للتعب وجهة، كواها ملح الكد وعرق الشقاء
حكاية امرأة خرجت الى الحياة تعب منها وتلمسها،فقد كان جوعها للحياة قاسيا
خرجت للحياة وكانت صادقة معها كل الصدق،فطالعتها بوجه طبيعي أصيل دون مساحيق ، ولم تمهلها قليلا من الوقت حتى تستعيد نفسها من جديد بل أرهقتها الضربات المتتالية، وأظنتها الطريق الوعرة.....
حكايات تروي حنكة امرأة وشجاعة امرأة ، وصبر امرأة
وإصرار امرأة وتحدي امرأةوجدية امرأة .....ومعاناة وقساوة و.....حكايات تمجد نجاح  امرأةوانتصار امرأة ووصول الى بر الامان و.....
هي حكاية امرأة كسرت جدار الصمت....بل قطعت المسافات الوعرة لوحدها.....
حكاية امرأة انكسرت .....فتألمت 
تعلمت.... فنهضت
تغيرت...... فتأقلمت
ثابرت..... فنجحت
سايرت...... فانتصرت
عزمت....... فتوكلت على الله 
   فحكت....وتكلمت....وتحدثت... 
 بكل صدق وعفوية فقد كان وراء صمتها عملية إرهاص واختزان كامنة في الأعماق.....
تكابد الٱهات الى أن انفكت عقدة لسانها، 
 حكاية امرأة لها قلب كأرض خصبة خضراء تزرع فيه وردا بأملها وزهورا بفرحها وعبير الريحان لما تبقى من عمرها...
ولا يزال قلبها أنيقا مليئا كبيرا متسعا  تكسوه ورود الحب ودمى الشوق وهدايا من كل أشكال العشق والغرام والخوف والخشية من الله ،ظل قلبها باسما مبتسما وان قطعه الحزن إربا إربا،لن يقول أبدا أنه تصدع من مرارة الخذلان وعناء الطريق،قلب صغير كبير يجعل الحياة ممكنة التحمل،ويزرع حوله مشاتل أمل....
هي حكاية امرأة ملهمة قد زرعت بذور الأخلاق والمحبة وحسن التربية ،فوراء كل نجاحاتك، امرأة عظيمة
هي حكاية امرأة ....بل حكايات نساء .....يحتمين بالله ويتوكلن عليه،فتحية إجلال وتقدير  لكل امرأة أجبرتها الظروف أن تقوم بدور الأم والأب معا ،
تحية احترام لمثل هؤلاء النساءفهن مثل الجبل الثابت المقاوم لعواصف الألم ينتظرن ربيع الأحلام في نجاحكم 
تحية  حب ملؤها الفخر والاعتزاز لأم المعاق والأم المطلقة وأم الشهداء والأم الأرملة....
الأم التي تقول دائما  لا أبيع كرامتي حتى وإن طوى التراب أنوثتي فأنوثتي ملك كرامتي وكرامتي تزيد بريق أنوثتي.....
فألف تحية وتحية ملؤها العز والعزوة لك أيتها المرأة القوية.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق