أوجعوني ......فصنعوني
أنا من أولئك الذين لا يعرفون النوم إذا انتقلوا من غرفة الى أخرى...
أحتاج إلى عدة دقائق حتى أتأقلم مع وسادتي الجديدة ودقات قلبي....
لي عتمتي ورائحتي وأصوات اعتدت عليها
بل لي انعكاسات من نافذتي أحفظها عن ظهر قلب وخيالات ترافقني ولا تفارقني...
لكم أن تتخيلوا ما سيحدث بي لو أتاني الخذلان من حيث أمنت!!!!
أكيد سيخاصم النوم جفوني،ومن شدة شوقي له سأبحث عنه في غير أوقاته، لعل اللقاء معه في المنام سيكون أهدأ، فالنوم بالليل ، بعد أبي،شجاع نافر،صرت أفتقده دائما،فقد كان يأتيني لوحده يتسرب داخلي برفق يدغدغني قبل أن يطيب خاطري ويغسل همومي،يدللني،فهو كمخدر شهي يأتيني رقيقا أنيقا ويغادرني رفيقا ظريفا.....
أتراه أصبح عدوا لم أتوقع منه أبدا تعاملا فظا ،فهو لم يكن رحيما بي...
فقد لامس قلبي هذه الأيام، خذلان، بمنتهى البشاعة، فأربك النبض بداخلي،حتى ظننت أني لن أستفيق من خمرة الشعور المستلذ،فأنا فعلا سكرت بل ثملت بهم...
حتى سكنتني خيبة لم تبكيني ولم تحزنني بل عصرت قلبي ألما،فللخيبة جمرات تهطل على القلب مثل زغات المطر،جمرات حارقة تقتلني بطريقة بشعة..
اصبحت كطفلة هرولت الى أمها باكية مستنجدة بها لتحضنها،فتلقت صفعة لتكف عن البكاء...
ٱه!!!!كم هي موجعة صفعة الخذلان
فهي تبعث فينا ألما غريبا،تترك جرحا غائرا عميقا يصعب التئامه
نعم الخذلان...كموج البحر هو
استقبلتني الصخور فحطمتني
فتلقتني الرياح الهوجاء فبعثرتني
خذلان، علمني أن أتفنن في الأحتمال،وأتقن الصبر والسلوان وأحترف الانتظار بكل تقنية ونجاح، أمارس الرضى بجميع طقوسه المعهودة،
علمني الخذلان، كيف أتقبل أمورا كثيرة كنت لا أستسيغها ،عزفت عن التذمر وأعدت ضبط وصياغة العديد من الأمور
فنزعت عني الرداء الأسود، فأنا خمرية لست من محبيه ،توشحت رداء ورديا فاتحا يليق بي
فالحياة لا تنتهي مع عثرة أول خيبة،يكفي أن أدهس عليها بأقصى نضج أملكه وأخيب ظن من ظن بي ظنا ماظننت فيه سوء
الخذلان، صحيح انه بعثرني....
لكنه كان سبب نضوج عقلي وزرع الأمل بي
فجمعت أشلائي المتناثرة لوحدي ووضبتها في سلتي باحثة عن أمل جديد وسفينة متجهة نحو جزيزة الوفاء
لملمت بعضي فتات هنا وفتات هناك وألصقت القطعة بالقطعة،وقمت، فلا شيء. أقوى من قلوب تجرعت مرارة الخذلان لأنها تعلقت بربها ،فطوبى لها!!!!
لن أنسى شكري الخاص الخالص،لكل من أسقط دمعتي، ولكل من لهم في الود أقنعة ،فسقطت
لكل من طعن ظهري بأسياف الغدر ،لكل من لوح لي بالرحيل دون سبب
شكري للذين سمموا أيامي الجميلة دون ذنب
شكري لكل من بين لي من نفسه نفاق ونفاق
لكل من لجئت إليه وخذلني
لكل من وعدني وأخلف
لكل من مسح ذكراي ومازلت أحيا
لكل من أوهمني بحياة الفرح ثم كسرني
شكرا لكل الظروف الصعبة ولكل الأيام المزعجة.
شكري لكل من طعن حنجرة الثقة فخلق مني نسخة أقوى، سهلت علي مشوار الحذر،شكري لكل من كان سبب سقوطي وقيامي ، فأدركت ان الظنون تخيب بهم إلا الظن بالله عز وجل جلاله
شكري لكم جميعا ، خذلان، زادني عمرا فوق عمري ،غير قناعتي وإيماني بالأشياء ،علمني حدود كل شيء ،علمني أن لا أنحني أمام كل عتبة وأبكي،بل أعدو كالفهد الوردي لأصنع المجد لنفسي، لأهجر ٱلامي المتواضعة حتى تتراكم فوقها غبار النسيان...
ممتنة لكل المسارات التي اختارها الله لي ولكل الأشخاص الذين دخلوا حياتي صدفة وأسعدوني
لكل من كون لي متعة العطاء ،وجعل طاقتي في البقاء واكتسبت معه ثقافة السخاء إنما العطاء،وفاء،وطيب نفس وشرف ورقي ودوام الحال من المحال
دمتم بألف خير ،ودامت راحة بالي مع قلمي الذي سيظل امتدادا لأولى أبجدياتي.
محبتي ومودتي بلا ضفاف وفاء العنزي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق