السبت، 5 فبراير 2022

لقاء الغياب .... بقلم الشاعر حمدي الجزار

 لقاء الغياب من وراء غيمات السحاب.....

ا.د.حمدي الجزار

........


من وراء السنين والبحار وغيمات البعاد

رأي نافذة غرفتها الخلفية مطبوع عليها السوار

 أغنية دافئة تتسرب علي إستحياء 

أفتقد حذره وتمهله تسبقه خطواته

 علي طريق  زلق كساه المطر برضاب الشتاء 

تنزلق قدماه.................

بعد عشرات السنين والليالي ماذا يمكن أن يقال

للصوت الذي يحمله الي مرافيء الحب والخير والجمال

صاحبة سيرة الحب الأول والحضور الطاغي رغم سنين الغياب...

فقد منطق التفكير والتفسير...حين مد خطوات الإقتراب


واستغرب أن الثلوج التي يمشي عليها دافئة 

وهواءها  زاهر يانع لطيف النسمات

نبهته تصاعدات الخفق في قلبه

أن  المكان الذي يسعي إليه  لم يكن أرضا عادية

 فهو الطريق إليها............

سرداب بارد أنيق تحفه رياحين وأزاهير

كانت تتساقط الثلوج  تعصف بوجهه فينتعش

 لكنه يراقب بلذة غريبة أن نافذتها مازالت  مضاءة

وان ندف الثلج تتلاحق عل جدار انها ........

تنعشها من  سنان النوم البليد.......

 وتتعاقب في شكل اقرب الي  كتابة حروف من اسمها.،

سيظل آمنا في دثاره الشتوي الثقيل 

حتي يقترب وتفتح النافذة علي نغمات نعاله الملساء الحفيف

يتذكر ريحا ثلجية تخلي المكان من المارة فيصفق للخلوة

فلم يبق غير صوت ريح تزعق فيهم ليفروا هاربين  بجلودهم.. 

جمع كل حواسه لألتقاط بثها من مذياع هافت 

وهو مقبل علي  جناح الصقيع..

تتداعي اليه اعز ذكريات حبه الدافيء

عيناه مفتوحتان علي ما يحيط بهما 

يحتوي كل شيء من ذكراها

يتلفت ناظرا الي خطواته  يستحث المسافات ان تضيق

يمتليء بصره بسطوع باهر لصورتها حين تبدو كملك فريد

 عيناها العسليتان  تومضان  مثلما ركام الثلوج البضاء الناصعة  من جفون  السماء داكنة الزرقة....

القمر يمتليء بتلك الضياء الفضية المستلقية علي صدر غرفتها في ثوب شفاف أبيض

يكتشف أنه في نشوته وعجلته تبعثر الطريق أمامه..وأغفلت النافذة عينيها...

لقد كان سرابا وحلما من دفء المسكن تحت امطار الشتاء

لحنت قصيدة لقاء غاب السنوات .....

رماه البعد بغشاوة الفكر وقساوة القرب   ....

.ليتها تعود وتضع علي حافة نافذتها  دوما أعواد البخور.....

تصاعدت خبطات الرعود مسيلة للمطر الهطول...

اكفهر  الجو معلنا زئيرا مخيفا....

تنهد بعودة الإدراك علي حافر الخطوات...

 قائلا  ما هول هشاشة الانسان..

وأبعد أن تهون الذكريات........

د.حمدي الجزار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق