موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الثاني
شعراء المعاصرة ( الصفحات -594- 599)
.
بقلم د. فالح الكيـــلاني
.
ميســـــاء زيـــــدان
.
هي ميساء بنت محمد بنت خير بنت زيدان . ولدت في التاسع من ابريل ( نيسان) / 1970م في مدينة ( اللاذقية )السورية .
تعلمت اول حروفها في روضة للاطفال في ( اللاذقية) وعمرها اربع سنوات حيث كانت امها موظفة وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ( القادسية ) الابتدائية في اللاذقية عندما اكمتل عمره الست سنوات ثم انتقلت الى المدرسة الثانوية فاكملتها وبعدها تزوجت ثم اتمت مرحلة (معهد الفنون النسوية ) بعد زواجها .
احبت الشعر والادب منذ طفولتها واقتنت بعض دواوين الشاعر نزار قباني لمطالعتها وكانت تخشى من والدتها حيث تمنعها من ذلك فكانت تخفي هذه الدواوين في وسادتها او مع كتبها المدرسية بينما شجعها والدها على قراءة الشعر ونظمه فكان معلمها الاول في هذا المضمار .
تقول لامها :
سُــعِدَ الدَّارُ مِنْ نِـدَائِكِ أُمِّي وَأَرَاهَا تُعِيــدُ بَعْـــدَكِ اسْـــمِي
رَنَّــةً حُلَــوةً أَحِــــنُّ كُلَّمَـــــــا عاداني عَذَابــــِي وَهَمِّـي
أَشْتَهِي ضَمَّةً إِلَى صَدْرِكِ الرَّحْـــــبِ وَأَنَّـــى لِلْقِبلَتَـــــيْنِ بِضَـــمِّ
يَصْبَحُ النَّاسُ مُرْغَمِينَ كِبَارًا وَصِبَـــاهُمْ يَعْلُو عَلَى كَلِّ رَغْـمِ
وَمَتَى رَجْعَتِي لِحُضْنِكِ مِنْهُ تُطْعِمِينِــي وَتَنْهَلِـــينَ بِحُلْمِي؟
كَيْفَ أَنْسَى دَربًا حَبَوتُ بِهِ إِذ كَـانَ يَهدِينِـي إِلَى حُضْن أُمِّي؟!
بَعْدَ خَوفٍ وَحَسْرَةٍ لَازَمَتْنِي طُولَ بُعْدِي، مَا لِلزَّمَانِ وَظُلْمِي؟!
كتبت الشعر في المرحلة الثانوية وكانت تدعوها المراكز الثقافية في (اللاذقية ) لالقاء قصائدها فيها اثناء المناسبات الوطنية والاحتفالات النسوية وكانت منتسبة لاحدى فرق الكشافة في مدينة اللاذقية مما زادها قوة وعنفوانا شعريا وامكانية في الصعود على خشبة المسارح لالقاء قصائدها . تقول في قصيدتها ( أميرة الحب ):
يا سيد الحب في حل و في سفر
عرشت بين شغاف القلب كالشجر
قد جئتني وترا يطوي محبته
فاشتاقني كلما يحنــــــو على وتر
حتى ضممت بوضح الوجد قافية
قد كنت أشبعتها من سالف العصر
قد كنت أعطيتني روحا و عافية
لما نهلت بفيض العيــــن من فكر
وكتبت قصيدتها عن ( اللاعنف ) في مجموعتها الشعرية ( مهرا لحريتي ) فتقول :
ـ صوتك عال فيه قهر و انفعال
صراخ يخوفني يؤرقني يجعلني أعيد …
كل حساباتي
لا أدري غضبك
الطوفان يجرفني نحو مديات الحرمان
لا أدري !!!
أقرأ فيك سورُ جنون
أقرأ في عينيك آلام سنين و احتضار ظنون ؟؟؟؟
صوتك عال سوط يجلدني
يرهب فيَ احاسيس الحب ..
تتجمدُ آلاف الكلماتِ ترتجفُ وسادتي
من حمإٍ مسنونٍ يهتزُ سريري من اعصارِ أنفاسكَ ..
ترهبني تقمع فيا الرغبة و الشعور …..
وأيضا كتبت في نفس المجموعة قصيدة بعنوان( يا قاتلي) وهذا مقطع منها :
.يا قاتلي …لا أنثني ..
لا أنثني السجن أضحى مسكني…
في البيت أحيا طفلةٌ و ببيت زوجي مدفني..
العنف يجلدني لظًى في كلِ يومٍ
و يبتني مثل العناكبِ عشهُ …
ألماً كجرحِ السوسنِ و على الثقافةِ لمتني… و تركتني..
و جهلتني ما ان أسطر أحرفاً…
فمنعتها و منعتني
و مناهجُ لذكورةٍ و كمُقعدٍ أقعدتني..
لا فكر مني تريده بل بالسرير حبستني ….
تمت مشاركتها في كثير من المهرجانات الشعرية والادبية في معظم المحافظات السورية وانتسبت الى العديد من المنتديات الثقافية وعملت في ادارة بعض المواقع والمنتديات الادبية ونشرت قصائدها في الصحف والمجلات السوية والعربية وتم استضافتها في محطات التلفزة العربية وغيرها وكرمت بشهادات تقديرية واوسمة. وقداستضفناها في شعبةالمبدعين العرب –فرع العراق في 17 / اب / 2018
فالقت قصيدة عن بغداد منهاهذه الابيات :
بغدادُ با ألقي وطيبُ شبابي....
وتعفّــفي وتمـــــرّدي وعتـــــــــابي
كمْ كنتُ أحلُمُ أن أراكِ هُنيهةً...
في الكرخِ بينَ أحبّتي وصحـــــــابي
والى الرّصافةِ إذْ يطوّحُني الهوى...
من ماءِ دجلةَ إذْ يكونُ خضابي
دعْني على شُرفاتِها قُلَلَ القِرى...
وعلى رفيفِ نســــــــــائمٍ وروابي
بغدادُ جئتُكِ والحنينُ يشدّني....
والشّامُ ترقبُ منكِ قبْسَ شهابِ
هي حمّلتْني للعــــراقِ تحيةً....
ورســـــــالةً حُبلى بألفِ رِغابِ
أنْ نبتني للحُبِّ أوطاناً لنا...
وتعودُ شمسٌ بعدَ طولِ غيابِ
اصدرت الشاعرة ميساء مجموعة من الدواوين الشعرية اذكر منها :
لاشريك لك في القلب سنة\2016 *
مهراً لحريتي) سنة\ 2017م
(أراجيح الشعر) سنة\ 2018م
وتقول انها لديها ديوانين اخرين تحت الطبع
اصدر الناقد العراقي وليد جاسم الزبيدي من العراق كتابا عن تجربتها الشعرية .
الشعب العربي في سوريا ذاق الكثير من الويلات والاقتتال حتى نام في العراء في برد الشتاء و حر الصيف وحتى مات الأطفال جوعا ونساء سوريا كذلك ذاقت الامرين من التشرد والحرمان ولم يستقبلهن في محنتهم الا القليل من البلدان أهين في كل مكان نزحت اليه . فالشعب في سوريا الابية يستحق الحياة و حتما ستنتهي الحرب فيها و تشرق الشمس وتعود كما كانت امنة مطمئنة وتعود الطيور المهاجرة الى اعشاشها لتعيش بكرامة. فسوريا تستحق العيش في كرامة ونعيم وفي هذا تقول شاعرتنا :
أحلمُ في وطنٍ يخلو من نزيف . .
الحب فيه رغيفْ ..
الصوت اليه رفيفْ
أحلم في وطن يعشقني مهما كنت و كيفْ ..
اكونُ طيباً ..حمقاً ..
خيط جنونٍ في وطنٍ يتهاوى فيه الظلم ..ا
لبغضاء ..الحرب …الدرب المسدود في
وطن يتساوى فيه الصفر ..الحمر .. البيض ..السود …….
وايضا كتبت قصيدة غربة للإيجار واليكم مقطعا منها….
كنت أظنني خارج لعبة الغولف…
خارج ملاعب التشتت و التشظي .
حمدت يومي و أمسي..
لأني لم أعبر المحيطات
لم أكن في عداد الغرقى و المفقودين
لم أتركك و هجرت نفسي غير انك ساكني
لم أتركك لأسوح في بلدٍ يسوس تجارة لضغائن
فوجدتني يا قامة في كل سارية لكل سفائني أنشودة الآتين في فجر الرجوع ..
وفي ضلوع خزائني لم يعبر الحلم الديار
ولا السطوح ولا عبير جنائني فبقيت في ظل ظليل سادرِ
لا مال ينجي الجيب من نار التسوق…..
و كتبت لشهداء بلدي الابرار فكانت قصيدتي .”.منبر الجرح”…..
في وجه أمي ألتقيك بحزنهِ…
برغيفها المنقوع بالبركات….
في وحشة البيت الكئيب بصمته…
و بصوتهِ و برقةِ الهمساتِ …
في صحبة كنت النشيج لخطوهم ولخطبهم ….
كنت الربيع الآتي في بحة الصوت المعطر بالندى….
صوت الآذان يدور في صلواتي عند الدعاءِ و في المساءِ
واختم بحثي عن الشاعرة ميساء زيدان بهذه السطور الجميلة :
لو قلتها … وطعنتني…
ورأيتُ صوتكَ كاذباً إذ ما تقولُ وتدّعي
ورميتني في بحر شكٍ موجهُ لن ينثني..
لتقولَ أنكَ : متعبٌ شغلتْكَ عني ، وعن هواي فبعتني..
ودعتْكَ نحو خيانةٍ فرشتْ اليكَ : ثيابها.. وجنونَها.. وسريرَها..
وغواكَ صوتُ فحيحها فتبعتْها.. ورميتني..
ضحكتْ اليكَ ظننتها.. تعطيكَ شهداً.. بل سموماً في رضابٍ تجتني..
ورمتْ اليكَ حروفها فقرأتها.. وجهلتني..
ونسيتني.. في ظلمةٍ ومرارةٍ فشريتها، بمزادها قد بعتني..
للهِ صمتُكَ والسؤالُ يلوكني ويخيطُ حزناً في الظنون ويبتني..
كم مرةٍ قلتَ: أسكتي.. أوهامُ قولكِ،
ليس حقاً ليسَ صدقاً فصرختَ بي .. ونهرتني..
يا صخرُ صمتكَ.. ما أجبتَ..؟ ولا أسفتَ..؟
وليتَ أنّكَ قلتَ لي… أخطأتَ.. أو سهواً.. غفوتَ بليلها ونسيتني..؟
أمعنتَ في كذبِ الجواب تصوغهُ فحرقتني..
وأنا أحسّكَ : خنتني..
وأنا يقيناً قد علمتُ.. وقد رأيتُ.. وقد سمعتُ.. بخافقي وبأعينِي..
لو قلتَها: … لأرحتني..
لوضعتُ رأسكَ في الضلوع ولا أقولُ: كويتني..
لو قلتَها.. لو قلتَ: أنكَ خنتني..
سامحتُ كفركَ وارتضيتُكَ موطني..
وغفرتُ كل خطيئةٍ أفنيتَها.. وفنيتني..
يا كلّ صبري في هواكَ كما النسيم بسوسنِ..
لا.. لن.. أكونَ .. كما تكونُ بل أحتضنتكَ مسكني..
لا.. لم.. أدعْ تلكَ الخؤونةَ تستبيكَ لننحني..
فحملتُ جرحي والكرامةَ وانتشلتُكَ في فمي..
حباً.. وقلباً، باحتباس الأدمعِ
وحملتُ جرحكَ والدموع بما شربتَ سقيتني..
أني أحبكَ قلتُها سأصونُها.. لو صنتني..
وأظلّ عهداً للوفاء ولا أقولُ : طعنتني..
لو قلتها…؟؟؟ لو … قلتَها.. وأرحتني 00
.
امير البيـــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــد روز
********************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق