حَصادُ الرِّيح
أعطِني يدكِ فلنُغادرَ
فهذه الطَّحالِبَ لن تتعلَّمَ أبداً
أنَّ الحُبَّ، لغةُ السَروِ والزَّيزَفونِ
وأنَّ الشَّواطئ قِبلةُ النوارسِ
ومخزنُ أسرارِ الوجودِ
هنا كانَ لقاؤنا الأوَّلَ
قبلَ غزوِ قناديلِ البحرِ
لخاصرةِ الأملِ
وذاكَ الطريقُ ما زالَ يستلهِمُ من أنفاسنا
سِرَّ بقائهِ
أيَّتها الحالمةُ بالإستحمامِ في وريدي
زبدُ البحرِ لا يعرِف الإخلاصَ
فهو وليدُ الجُّنونِ
وسيفُ من خشبٍ
سُرعانَ ما يطفو هنا أو هناك
لا يملِكُ لنفسه قرارَ البقاءِ
فالحُكمُ للأمواجِ
والتي هي بدورها لا تعرِفُ
لماذا تهتاجُ سريعاً، ثُمَّ تخبو؟
كفانا ضياعاً
كفانا صِراعاً
فإمتِطاءُ سفينةِ القراصنةِ
ضياعٌ أبديٌّ
كِلانَا أسرفنا في الحماقةِ
وكِلانا ما زلنا (حصانُ طَروادةَ)
لغزوِ الموتِ، لِمَا تبقَّى مِنَّا
أيُّتها السَّاكنةُ، أدغالَ الجَّاحدينَ
لن تُسامحكِ، ولن تُسامحنَي
أعشاشُ الطُّيورِ
على غبائِنا المُزمنِ
كم مرَّةً؟
همسَتِ الرِّيحُ في أُذُنِ أحلامِنا
وهي تقولُ :
أنتمْ لن تحصدوني أبدا
فأنا السَيِّدُ هُنا، الآنَ وغداً
وليسَ لي مكانٌ استقِرُّ فيه
فكُلُّ الأماكِنِ مُلكُ يميني
وما أنتَم إلَّا عبيدي
أيَّتها الجاهلةُ بقواعدِ السَّاديينَ
ألمْ نرتوِي بعدُ؟!
فجُعبتُنا ملأى بالخيبات
وشلَّالُ دِمائنا
لمْ يهدأْ، مُذْ أدمَنَّا
حصادَ الرِّيْحِ
أيَّتها المُلقّبةُ بفارسةِ الشِّمسِ
ألمْ تتعلَّمَي بعدُ؟
أنَّ داروينْ
أعطانا شمعةَ الخلاصَ
وأنتِ ما زلتِ
تسيرينَ مُغمَّضةَ الأعينِ
وسطَ الأشواكِ
أعطني يدكِ فالنتجاوز معاً
مُستنقعاتِ اللَّاعِبينَ بالأقدارِ
رُبَّمَا، ستقتنعُ الشَّمسُ بأنَّنا
نستحِقُّ قُبلةَ فجرها
وأنَّنا أصبحنا راشِدَيْنَ.
بوح قلمي...
فريد رشيد
23.12.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق