المجانين الثلاثة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
أنا في عالم غريب حقاً
فكلما أردت أن أنطق بكلمة ٍ حق
يأنبني كل من حولي
ويقولون لي :
أرجع الى حالتك الطبيعية
فتوصلت ُ إلى نتيجتي النهائية
وعرفت ُ فحوى قصتي الخيالية
فوجدت ُ داخل جسدي مصحة نفسية
وسلموها ثلاثة مجانين
وقالوا لها : أعيديهم الى حالتهم الطبيعية
فقالت: عرفوني بأسمائهم
حتى أبدأ بأول حالة
فقالوا لها : هم عقل - قلب - ضمير
فنادت يا عقل واقترب منها
وهو يضحك ويضحك
فسألته: لماذا تضحك
قال لها : القلب يتصرف بطريقة جنونية
فقالت : ماذا يفعل
فقال : أنظري إليه يضمد مئات الطعنات
ويقول أنها جروح طفيفة وعفوية
فتعجبت من كلامه ِ واستغربت
لأنها لم تلاحظ في كلامه اي فوضوية
فأنتقلت الى القلب
وكان َ في حالة ٍ مأساوية
وجروحه لا تندمل
وكان مطعون بوحشية
فسألته: من أفتك َ بك َ
فأجابها: داهمني عقلاً يقال له قائد
لكن حقيقته هو شخص ٌ فاقد ٌ للهوية
فحدقت عيناها الى الضمير بتعجب ٌ
لأنه كان يجلس بهدوء ٍ
ولم تظهر عليه أي ّ آثار جانبية
فتكلم معها بصوت يملأه ُ الشجن
لا أشكو من شيء
سوى أنني كنت بحالة طبيعية
شدوا وثاقي وزجوني بمصحة عقلية
ورافقت ُ هذان الأثنان
وأستويت معهم بنفس العقلية
وبعد أن سَمَعَت ْ كل حالاتهم المأساوية
عَرفت ْ الطبيبة النفسية
يجب على كل واحد منا
أن يتصرف بجنون مع كل الإنسانية
وأن لا ينطق حق
حتى يكون بمنتهى المصداقية
فعادت الى إدراجها بصمت
لكي تطمئن الجسد
فقالت له :
مجانينك الثلاثة هم أعقل العقلاء
لكنهم لا يتلائمون مع هذه البشرية
فأما أن تشد رحالك
أو تبقى مجنوناً عاقلاً
ومحكوم عليك بانفصام الشخصية...
```````````````
أياد جميل المناف
١٦ - ٣ - ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق