فرحُ الصُبّار
وحين "طردها من رحمته"
ولم تقرَب تفّاحتَه المِصيدة
و قرر أن يكون متلوّناً كحرباء الدهر ...
ظنّ أنها ستهوي إلى الدّرَك الأسفل
وأنها ستبتلع البحر كمدًا ..
توشّح سماءَها غرابيب السآمة
وتقصُّ ظفائر القصيدة
حين أطبق على أصابعِ الوفاء
بابَ صدوده الحجريّ
وصادر حقها بالعودة إلى حقول ِ صُباره
ظن أنها ستستمع بعده إلى موسيقى "نينوى"
سحابة َ ليلها و آناءَ النهار..
وأنها ستتعلّق بتلابيب القمر ليُعيده مع المد ّ
وأنها ستفقأ عين الأمل
وتحيكُ من خيوط ابتهالاتِها عباءةَ صبرٍ
تداري بها سَوْءةَ الحنين
عندما ركَنَ إلى هذا كلّه ..
نظرَ إلى عضلاتِ غروره التي تكورّت بابتسامة مكر
مسكينٌ هوَ !!!
لم يعلم أنّه زجَرَ من على هامِ طالِعها غُرابَ شؤم
وأنّهُ أناخَ راحلةَ الشقاءِ عند عتبةِ أيامه
وأنهُ دقّ آخر مسامير الجفاء في نعش المسافة
وأنهُ اصطاد بُغاثاً طائراً في هُلام الوقت
هو لا يعلم أنّها ستمسح عن مرآتها غبشَ المَواجِد لتستعيد صفاءالروح و وضوح الرؤية
وتحتضنُ وفاءَها كطفلٍ متوحّد
هو لا يعلم أبداً أنّها كالياسمين نداوة ً
لكنّها جبّارةٌ كالشّام
ماجدة ابو شاهين ١-٢-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق