الأربعاء، 7 مارس 2018

بان المشيب/ الشاعر مرعي بكر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

             بانَ المشيب

بانَ المشيبُ و في الحياةِ شبابُ
و حـياتُـنا عنـدَ الشـَّبابِ خـرابُ

يـومَ التـَّغابُنِ لـو عَمـلْتَ لأجلـِهِ
مِـنْ جنَّةٍ فـُتـِحَـتْ لـكَ الأبـوابُ

كلُّ الطِّباقِ معَ الأراضي عرضُها
حلمُ الجميعِ إلـى الجنانِ ذهـابُ

فـاعملْ لأجلِ سـلامةٍ و سعادةٍ
و مكارمٍ تَـهـذي بـها الألـبـابُ

دارُ السـَّلامِ نعيمُها مـن مُنـعمٍ
فنمارقٌ و السـَّلسـبيلُ شـرابُ

و مـنـازلٌ و فـواكـهٌ و أرائـكٌ
خُلـِقَـتْ لنا إذ تـَرْقُـبُ الأتـرابُ

و نـبـيـُّنا يأتي لِـيفـتحَ بـابـَها
و دخـولُنا يشـتاقُهُ الأصـحـابُ

فدموعُنا تجري عليكَ رسـولَنا
شـوقـاً إليكَ و للحنينِ عـذابُ

صلُّوا على خيرِ الأنـامِ أحبَّـتي
فصـلاتُـهُ للـذَّاكـريـنَ رِضـابُ

ياخيرَ مَنْ داسَ الثَّرى بينَ الورى
كُنْ لي شفيعاً إذ يحينُ حسابُ

تـرجو لأمـَّتِكَ الحبيبةِ رحـمـةً
فاشفعْ تُشـفَّعْ ، للجنانِ مـآبُ

يا ليتَ أمـَّةَ أحمدٍ صـَدَقَتْ لـهُ
لَتجـمَّعتْ و كـأنـَّهـم أحـبـابُ

لكـنَّها بـتـشـتُّـتٍ و جـهـالـةٍ
و تـفـرَّقـتْ فكـأنَّهم أحـزابُ

وتنازعوا ظُلـماً لكسْبِ مناصبٍ
مـن دينِهم قـد تُعرَفُ الألقابُ

و تباعدَتْ أرحامُهم سحقاً لهم
و لأمَّـةٍ أسـيـادُهـا الأغـرابُ

بتـفرُّقٍ و اللهِ تذهبُ ريـحـُكم
مـا بالُكم و تنـكَّرتْ أنـسـابُ

فتـياتُها بتـبرُّجٍ بـاعـت لـهـا
شـرفٌ لهم و عدوُّهـم جلبابُ

ينسونَ ذكراً من كلامِ إلَهِـهم
فـي آيةٍ جاءتْ بها الأحـزابُ

إنّـي لكم قسماً أمينٌ ناصحٌ
فمصيرُكم بعدَ الحياةِ تـرابُ

في جوفِ أرضٍ تحتوي قبراً بهِ
تَـتـَمـزَّقُ الأجسادُ و الأثـوابُ

عودوا إلـى ربٍّ لكم فلقد بكم
بانَ المشيبُ وفي الحياةِ شبابُ

               مـرعـي مـحـمـد بــكـر
                 فــتـى قــلــمــون
                   ابــــن جـيـرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق