الخميس، 29 مارس 2018

في محراب العيون ... الشاعر فواز عمر ...

في محراب العيون

يا عشاق الرب
أتعلمون أن العمر فجيعة ونصف يأس؟
هل عبرتم غابة الاشواق دون حواس؟
ثلاثون طعنة
وأنا موغل في الحنين
هي امرأة تشبه عطر الآس
صافية كنهر الكوثر
توغلت في المطلق
تخطت أبجدية الإحساس
هي لم تحمل صفات البشر
وعندما اهتز العرش
تمردت على كل قوانين القدر
بحة ترسم صوتها
معزوفة راب
أنقى من ماء نهر الزاب
دلال يتألق في غنج النغمات
تحفر لي قبراً بين الكلمات
كفي تبحث عنها
في عمق النبضات
بين الغيمات
بين سرآب الهمسات
والعمر يتدلى من غسق اللحظات
هل تحسبون
رحيلها عني بعض حياة؟

فاتنتي يانور الذات
دمعتي ربيع مرّ الخيبات
وانت تعديت كل فصول العشق
ماكنت لأحيا في زمن
تتشابه فيه البصمات
ماكنت ركضت نازفاً خلف البوح
وقلبي في يدي ممزق بالطعنات
إلا لأنك حتمية الحقيقة
وغيرك مجرد شائعات.

عيناك أواه من عيناك
مجرتان
إلهان متحدان
متفقان
أن الكون واسع
والهوى مجرد هذيان
ايحاءات الخلود
فتنة وحكمة
مس من الجان
كأن العيون لملائكة الله معبد
قرباناً نحرت لها قلبي والكبد
هي قديسة خلعت جسدها
لتدخل في عناق طويل إلى الأبد.

فواز عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق