عائدون... بقلم الشاعر محمد سعيد المقدم المجاهد

     "عـائـدون"       

برغم الصخب
برغم الخطوة الجريحة
و الدمعة المسفوحة..
لك الحمد يا الله
ان القلب مازال معافى
منزها عن العطب
و لا عجب..
فالارض ارض الاحرار
و العز عز العرب
يا طِيبَهُ من نسب..

برغم الحصار
برغم الحلم المتعثر بالجدار..
لن نعدم السبب
أن نُحق حقك يا قدس
و نرفع رايات الانتصار
فنحن الغضب..
نحن الثورة في وضح النهار..
نحن الطلب
إن عز نأتي به
إقبالا.. لا فرار..

نحن التراب و ما احتواه
نحن التاريخ
المجد التليذ..
ما لنا سواه
وهُمُ الحطب..
ابناء الرجس صناع الصخب
و بأيدينا سوف نضرم
في أكفان حلمهم النار..

ضوضاؤهم لا شيء..
تصريحاتهم لا شيء..
نباحهم لا يحمي حرمة الدار
سلاحهم لن يخلصهم
من فجأة الاقدار..
حين يأمر الله الارض
ان تضيق بنسل الخشب
قلوبهم أحجار..
عقولهم اوكار خفافيش
نفوسهم سجونهم التائهة
من دون قرار..

اولئك هم.
و هؤلاء نحن الأحرار..
الاخيار الابرار الكبار..
و هم مهما استعلوا فيها
يظلون ابد الدهر صغار..
إن تسأل فثمة الف سبب
تاريخ البطولة شاهد..
و الأنهار و الاشجار و الهواء..
الناطق فينا بمعانينا..
لن يخمدوا لهب الثورة فينا
لن نرفع يوما ايادينا
لن تسكت ابدا أغانينا
فنحن النهار..
نحن الشمس وهم الظلام
لن يمنحهم رب العباد
مهما تعالوا
بعد الذلة رد اعتبار..
أخطأ من أخبرهم يوما
انهم شعب الله المختار..

برغم الجراح
برغم الدم المستباح
لن تسمع عن امهاتنا النواح
فالأم حين تدفن ابنها
تحمد الله
ان الرحم الطاهر
انجب أبطالا لا تُحني الجباه..

نموت و لا عتب
برغم كل المرارة
نعود فنحيا من جديد
لن نحتاج الى سبب
فكل الدنيا اسبابنا
و كل ظلال الحق ظلالنا
تاريخنا العملاق ..
لا يحفل بجملة زور مقتضب

ستظلين يا قدس منارة
لا تهتز لهوج الرياح
ستظلين اذا غربت شمس الحضارة
مهد الصباح
من يدخل محرابك القدسي
حق عليه فرض الأدب
من لغى فيه
بدعوى البهتان او كذب
سوف يلاقيه
غضب الله
و سخط العرب..