" حبيب السراب "
كم كتابا قرأْت ِ مثل كتابي ؟!!
وعذابا عرفت ِ مثل عذابي ؟!!
ألديك ِ الجواب أم أنت ِ أعيا
من كذوب يحيا بموت الجواب ِ ؟!!
صَنَماَ في الهوى عَبَدْتُ فسحقا
لصلاتي أمامه وانتصابي !!!
قَهْرَ قلبي على ركوعي لديه!!
وسجودي على جبين التصابي
وعلى تسبيح النهار وتحميد
الليالي في كوكب الأداب ِ!!
قَهْرَ قلبي على خنوعي..خضوعي
انحنائي... ولي أعز الرقاب ِ!!
وعلى دمعة تحار خشوعا
ثم تهمي كقطرة من سحاب ِ
قَهْرَ قلبي على ركوني إليه
وعلى تعظيم الهوى والتحابي!!
وعلى تمجيد الهيام وتوحيد
الهوى من لدن ربيع الشباب ِ
لا شريكا له فبئس هواه !!
بئس حب إلهه من تراب ِ !!
ما بقائي على المحبة إلا
كبقاء الوفاء عند الكلاب ِ
فمتى لم تر الكلاب أليفا
تركته طبيعة الاصطحاب ِ
يا التي كانت في الحياة حياتي
وقضى عندها قضاء الطلاب ِ
مات حبي كما علمت شبابا
أنت أدرى بأية الأسباب ِ !
لا أظن الكلام يجديك نفعا
فبنائي قصوره كالخراب ِ!
أكتب اليوم من عزائي لنفسي
أربعينية الهوى لا عتابي
لا تظني الذي لديك كتابا
إنما روحي أُلْصِقَت ْ بكتاب ِ
فإذا ما قرأت قولي بحق :
يرحم الله أصدق الكُتَّاب ِ
والذي لا يحيي الهوى بكلام
كالذي يقتل الورى بحراب ِ!!
بشروا قاتل الهوى مستحيل
أن يرى في الحياة غير اكتئاب ِ
غير أني عفوت عنك فعيشي
مثلما شئت لا تخافي عقابي
ويح نفسي لو تحتسي مثل أمسي
طعمة البؤس من أيادي الكِذَاب ِ
ويحها لو تحل في حرف طرف
تتهادى برفة الأهداب ِ
ويحها لو تنام في حضن ليل
أو أراها تشبو ليالي الحجاب ِ
أو تظن الكلام صدقا وخيرا
بلسان الهوى لذات خضاب ِ
ويحها لو تحيا الحياة ظنونا
بعدما استيْقَنَتْ حبيب السراب ِ
ويحها لو تعب من كأس حب
خمرة دون جودة الأعناب ِ
فالهوى خمر والقلوب كُرُومٌ
وعيون كمعصرات الشراب ِ
فإذا ما سكرت - يانفس - يوما
فخذيها من أطيب الأطياب ِ
بل حذاريك أن تعودي إليها
وتعيدي إذا مضتْ أوصابي
واعلمي أنما هواك ضلال
قد تمادى فحادني عن صوابي
فدعي الدنيا للذين هووها
واستريحي من الهوى الكَذَّاب ِ
وأجدي المسير في خير دربٍ
واستعدي لشمس يوم الحساب ِ
واجعلي هذه الحياة قطارا
وصِلِيه ِ بخالق الأرباب ِ
كل ما في الوجود يبقى حقيرا
ما عدا الله يا أولي الألباب!.
بقلمي أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق