الخميس، 7 فبراير 2019

زاوية نقدية.........ثروت مكايد

من زاوية نقدية
قراءة في قصيدة " خيوط القمر " للشاعرة السورية / منى عز الدين
بقلم: ثروت مكايد
(7-؟)
تقول الشاعرة:
" ولم يكن لك بالعوم باع عتيد
  نحو الشط
  أردت الرجوع
  لكن قوتك في خنوع
  والبر بعيد بعيد "..
تخطو بنا الشاعرة جهة ذلك الوراء وكأنما سمعت اعتراض معترض على حكمها السالف بكون " هناك ": " محض ضياع "..
ولو لم تذكر الشاعرة السطر الأول من هذا المقطع ما نقص منه شيء..
وكلمة عتيد هنا ليست كمثيلتها في المقطع الأول لأنها لو امتلكت ذلك الباع لأبحرت في طريقها،  ولم تهرب من المواجهة..
مواجهة عدو مجهول..
ونحن لا نعرف ما نريد أو لا نعرف لماذا نريد شيئا ما أو قل نحن لا نريد أي شيء وإنما هي الأماني تحركنا...
نتمنى...
كلنا - مثلا - نتمنى الإصلاح شريطة ألا نبدأ نحن أو شريطة ألا نشارك في صنعه..
ومن خصائص هناك كما يظهر في هذا المقطع أن الناس هناك لا يفكرون فثمة من يفكر لهم..
أو قل: إن العقل قد سرق منهم..
نعم يتحركون لكنهم من السائرين نياما كما الحال في دنيا رواية " سعد مكاوي ": " السائرون نياما "..
والنائم لا يفكر...
فقط يحلم..
يفتح الدنيا وهو يتقلب فوق سريره..
وهل نحن إلا مجموعة من الأوهام المتحركة؟! ..
وإرادتك مستعارة...
أنت لا تريد فقط يراد لك...
وأنت لم تمثل يوما دور الفاعل...
فقط أنت المفعول به..
وفي أحايين كثيرة تصير كحمل ثقيل يجب التخلص منه...
انظر:
لم يكن لك بالعوم باع عتيد...
ولا غير عتيد..
ولا باع هناك..
وهبك أردت الرجوع ،  فأين الأداة؟..
القوة في خنوع..
واستخدام الشاعرة للفظة خنوع هنا يوحي بمعاني الذلة والصغار والانكسار..
ليس هذا وكفى:
" والبر بعيد بعيد "،  فيالها من بيد ودون البيد بيد!..
ومن ثم فلا وجه لمنكر وصول الشاعرة لنتيجة عنونتها ب " محض ضياع " على أنه - ورغم محض الضياع - ثمة أمل....
وهذا ما سنحدثك عنه في لقاء يجئ فإلى أن نلتقي في ساحة قصيدة شاعرتنا السورية / منى عز الدين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق