الأربعاء، 26 فبراير 2025

حلم ابن السبيل ..... بقلم الشاعر أحمد أبو حسن

 حُلْمُ ابْنِ السَّبِيل


تَجُودُ الطُّرُقَاتُ بِظِلٍّ شَحِيحْ

وَيَهْفُو لِطَيْفِ المَنَازِلِ رِيحْ

يَسِيرُ وَحِيدًا بِجَفْنٍ ذَبُولْ

وَيَحْمِلُ فِي الصَّدْرِ حُلْمًا جَرِيحْ


تَغَرَّبَ قَسْرًا وَمَا مِنْ أَمَانْ

فَكُلُّ الدُّرُوبِ تَقُودُ لِلشَّجَنْ

يُرَاوِدُهُ الحُلْمُ عَنْ مَوْطِنٍ

 يَضُمُّ حَنِينًا بِعَطْفٍ لَبَنْ


وَكَمْ سَاهَرَ النَّجْمَ فَوْقَ السُّهُولْ

 يُنَاجِي اللَّيَالِي بِصَوْتٍ خَفِيْفْ

وَيَحْكِي لِرِيحِ السَّفَرِ الهُمُومْ

وَيُسْنِدُ رَأْسَ التَّعَبِ لِلصَّخَرِ


أَيَا حُلْمَ دَارِيَ فَأَيْنَ الْمَطَرْ؟

وَأَيْنَ تُرَابِي وَأَيْنَ الشَّجَرْ؟

سَئِمْتُ السُّفُوحَ وَحُلْمِي غَدَا

 كَوَجْهِ الصَّبِيِّ يَشِيبُ الْقَدَرْ


وَأَرْسُمُ فِي الأُفْقِ طَيْفَ الْبُيُوتْ

بِخَطِّ التَّمَنِّي وَحِبْرِ السُّهُودْ

فَإِنْ هَبَّ نَسْمٌ يُنَادِي البِلادْ

 أَجِبْتُ أَنَا المُرْهَقُ الْمُشْتَتُ البِيدْ


سَنِينُ التَّشَرُّدِ قَدْ أَحْرَقَتْ

وُرُودَ الشَّبَابِ وَغَادَرَ وَقْتِي

تَنَاثَرَ عُمْرِي كَأَوْرَاقِ خَرْفٍ

 وَحُلْمِي تَبَدَّدَ مِثْلَ الفُتَاتِ


فَيَا نَجْمَ لَيْلِي أَلَا مِنْ رَحِيلْ؟

إِلَى دَارِ أُمِّي وَحُضْنِ النَّخِيلْ؟

سَئِمْتُ التَّيَهَانَ وَوَجْهِي ذَبُلْ

 وَأَحْرَقَ صَدْرِي غُبَارُ السَّبِيلْ


فَإِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ صَوْتٌ يُنَادِي

سَأَتْبَعُهُ لَوْ كَسَرْتُ القُيُودْ

وَإِنْ كَانَ فِي السَّمْعِ طَيْفٌ يُلَاحُ

 فَذَاكَ نِدَاءُ المَنَازِلِ عُودْ!


وَإِنْ ضَاعَ دَرْبِي فَحَسْبِي الأَمَانْ

 يُضِيءُ فُؤَادِي كَضَوْءِ الْقَمَرْ

سَأَمْضِي وَإِنْ طَالَ بِيَ المُرْتَحَى

 فَحُلْمُ ابْنِ السَّبِيلِ لَا يَنْدَثِرْ

          

                   #شعر_احمدابوحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق