أودية الأشباح
منسية هناك... دون غطاء
وأنا أُصارع.... سيوف الدّنيا
ورماح الكون النّاجزة
سمعته.. يئنّ مستاءً.. ضَجِراً
ينتظر..يذبل.. ويعود لينمو من جديد
متجذراً... في غياهب الأقبية...
في عالم من السّحر والألق
وأنا.. رغم انفراجة الوقت
أندسُّ في جوفه.. متشبثة.. بعروق الحياة
أترقّب تفاصيل الأحداث
أُميز الأصوات... ادنو من تفاصيلها
كلّها تجثو على سطوره.... وتزدحم...
وصوتك.... أبدع من هذه السيمفونية
ترنيمتك المسترسلة الشّجية الهامسة
تمخر عباب تلافيفي.... تصعقها عشقاً
مرور..
يداعب أوتار قيثارة الأنثويّة
يملأ صدري.... يتوسّد أضلعي...
يواسي وحدتها....
يؤلمني.... يرهقني أحياناً...
تتأجّج..روحي سامقة ..ساعة الغروب
متشرذمة.... بين ربوع الغياب...
دموع صارت تدلق كؤوس البكاء دماً
ولحن أوتار قلبي يعزف وجع التّيه
كنشيد كمدٍ... وجنحٍ مكسور فقد نبضه
الشّهقات... عارية... تتوه بأصدائها
بين زفرات الوجع.... وثقل الآهات
وتلويح الفراق.... يتحدٌى الأمواج العاتية
هاهنا... أنا ألتمس الرّذاذ العابق
القادم من ربوعكم... يزهو..
حاملاََ... اشواق الصّدق.. والفراق
يحلّق فوق مساحات الأفق البعيد
ها هنا... أنا أصافح النّوارس البيضاء
تحوم على فضاء الشّطآن
يباغتني.... لحظتها فيض الحرف
وسلاسة الكلمات والبوح المطرز بالوجع
يتفجّر منه تاريخ مسلسلات الجراح
تلفحني ...جذوة الإرهاصات
تحرِّقني ....
تزرع في الحلقِ ألف غصّة وغصّة
تمرّغني في هوّة حالكة... دون عنوان
رياحها تتقاذفني... تتلاعب ببوصلتي
تمزجني... تشحنني برائحة الموت
أتوه... في خفاقات قلبي
ورفوف ذاكرتي... وتعاريج عقلي
معانٍ... غائرة في قواميس الأسماء
يرسمها الإحساس على وجه الماء
تستقر في أغوار عمقي الحقيقي
أفضّ نفحات الفرح... لتزهو كلّ صور الحياة
بين أناملي تتفتّق.. كما العشب النّقي
تراقصها... وكلنا... دروب تسافر
في ليالي.... الدجى.... الحاضر بالعبق
أوزّع الجداول الرقراقة في وجه الأرض
تسري في عروقها...
تنعش سقوفاً... صارت دخاناً
من القهر... والضنك
دبّ فيها صداع الدّهر
جعجعة... يفرزها هشيم السنابل
في قرارة أشباح تهذي...
تنزف...
إلى الحد الذي اصبح فيها وخز البرد
يؤجّج ما تبقى فيها من شهقة باردة
غفت تعبة.... عند الهزيع الأخير
من مسلسل اللّيل المتكور على ساعاته
تتنكّر فيها النهايات ....لجميل البدايات
بيارقها ملء الأرض تذكي اللحظات
كشموس في الفضاءات اللامتناهية
تنكسف....
دون شروق يأتينا...
فلا يمكنها أن تأتينيا بيوم جديد.
بقلمي
زهرة بن عزوز
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق