الخميس، 13 فبراير 2025

عالمي الصغير .... بقلم الشاعر طواهري امحمد

 عالمي الصغير


أنا لا أجيد الكتابة

لكن أجيد ترتيب القوافي

و ترجمت المشاعر والأحاسيس 

الى اللغة في أطياف وصور

ترتيب  وبناء نظم جيوش الكلمات

التى تلتف حول عالمي الصغير

تلك التي تهمس بداخلي اللغات

أنا لا أجيد الأحلام

لكن أقلامي تطير هنا وهناك

تسافر في أزمنة مختلفة لم أعشها

مثل أحلام الطيور قبل أن تهاجر

 أنا لا أجيد التفسير الأحلام

لكني أعرف لماذا يأتي الليل

لماذا تنمو الأشجار نحو النور

لكن أجهل لم الحق يخاف الباطل

لماذا ينحني الجهل نحو العتمة

وينحني العقل نحو النور

لماذا تبحث  النفس عن وجوه لا تراها

و تنتظر أن تسمع صوت يتكلم

عن بقايا أوهام وأحلام

أنا لا أجيد الكتابة الشعر أو أدب

لكنني مهووس بالكثير من تسائلات

التى تطلب الصمت اكثر من الإجابة

تلك التي تهدم الشرف

و أثر البطولات من التاريخ

وتجعل الهواء أضيق من اللاشيء

حتى يصعب علينا التنفس

أنا لا أجيد الصمت، ولا أحسن الكلام

لكني أجيد الانتظار في زوايا المظلمة

 مابين عتبات الزمن ومحطات الوداع

أجيد رسم الوجوه بالحروف

استحضر الوجوه التي أعرفها

وتلك النفوس التى أحلام بها

أجيد الكتابة عن الذين رحلوا عنا

وعن الذين لم يأتوا بعد

وعن الذين مروا عبروا مثل ومضة برق

او هبت نسيم في ليلة قمرية

تركت رائحتها في أنسي

أمسكت في خيوط الذكريات

ثم اختفت وأخذت بعض الأنفاس

من ليلة هادئة صيفية

أنا لا أجيد البقاء شمسي تغرب

لكني أجيد المودة والمحبة والوفاء

لا أحب توديع الأحباب

أجيد تفكير فيهم  كل ليلة

أجيد قرأت كتاب في نصفي الفارغ

وأكتب كل يوم رسالةً تصل أو لا تصل

من مثلي يجيد الكتابة و الإصغاء

الى الحروف والكلمات..

أنا لا أجيد أن أكون سارق القلوب

و لا خائن للعهد والعواطف والأمانة

أنا شخصًا واحدًا و اكبر من جماعة

كل صباح أفتح ابتسامات جديدة

ثم أبحث عن من يستحقها

 وجوهًا قديمة اوجديدة، ليست لي

وأسماءً لم أخترها ، جأت بقدر

وأصوات تتحدث لغاتٍ افهمه ولا أفهمها

أنا لا أجيد أن أكون غير نفسي

 أنا لا اغير ملامح وجهي وانما تجاعيد

هي من ترسم وجوهنا وتظهر ساعة العمر 

قلبي نقي ،  مثل البحر لا يغير لونه

لكن محمل بالقصص والأمواج ترتطم

لكني مرات أشبه بعض القناديل

أو شعلة فتيل في ظلام الليل

أكون بدر قصيدة حين ينقص العالم

أكون قمرًا كامل حين تسمو روحي

وأكون شجرة حين يبحثون عن الظل

وجسر كلمات مابين الحدود

أنا لا أجيد التصالح مع الزمن

يمشي ويسرق مني أجمل أيامي

من أمامي


بقلم طواهري امحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق