حوار موسيقي
بدأت تعزف على آلة الكمان وكأنها تريد أن تقول لحبيبها:
• أرجوك أبتعد عَنّي لأنَّكَ لا تعرف ما في داخلي. وكُفّ نظراتك عنّي لأنَّها تكبّلني.
فهبّت أنامل الحبيب واستمدَّت القوة من آلة البيانو. وبدأت تتراقص على جباه أصابعه وتحثَّه على الرد:
أنا الوحيد الذي يَعرفكِ جيداً
ترد أوتار الكمان بنغم شجيِّ:
• ماذا تعرف عنّي؟
فتتراقص أصابع البيانو ثانية وتردُّ بطربٍ وزهوٍ:
أعرف أنَّ في داخلكِ طفلةٌ رضيعةٌ. وبين ضلوعكِ صبيةٌ أسيرةٌ. وأناملكِ مرتجفةٌ وفي روحكِ مواهبٌ دفينةٌ وعواطفٌ تائهةٌ.
تعصف آلة الكمان ثورتاً بأوتارها وتسأله:
• وماذا أنتَ فاعلٌ؟
يعزف البيانو ضاحكاً ويقول:
أنا من سيفطُم طفولتكِ ويحرر صباكِ ويحضن أنوثتكِ ويروي عواطفكِ ويفجر مواهبكِ ويبث الدفء في أناملكِ. لأكون حبيبكِ وعبدكِ للأبدِ.
لحظات ويهبط السكون وتندثر الهمسات وتمتلئ القلوب بطيب كلمات الهوى وترفرف الأمنيات ويتدفق نبع الحياة ويخلق الكون من جديد.
جوزيف شماس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق