مرحباً ياشهباءُ
------------------
مرحباً يا أغنيةَ قلبِي مرحباً يا شهباءُ
ما لقلبي مِن غيرِ مَنهلِ حبكِ ارتواءُ
مرحباً بوجهٍ به العزُّ قد رقى و سما
أحبَّتهُ الأرضُ وقلبي وباركتْهُ السماءُ
أيا حُبَّاً تملَّكَ حُشاشَتي فعَشَّشَ بي
فغارتْ من حبي لها القوافي والنساءُ
مالي على غيرِ مَورِدِ حُبِّها منِ ارتيادٍ
فكؤوسُ غَرامِ غيرِها في قلبي هَباءُ
حتى سَكنَ الحزنُ قلبي فَسَكنَ بَعدَها
فاستَثاغه فكأنَّه المُدامُ و قلبي إِناءُ
فبِتُّ المذبوحَ كطيرٍ من ألمٍ راقصاً
قد هدَّ حالَهُ الهجرُ والقتلُ و الإعياءُ
صادَقَني كأنَّما هو الصديقُ الوفيُّ لي
وقد قلَّ في زمنِ حبِّ القتلِ الأوفيَاءُ
مرحباً يا ظبيةَ البانِ وقلبي البانُ لها
للنَّاسِ بغرامِها حظوظٌ وحظيَ الشهباءُ
أترى نسيَتني قلعتُها أم لازالتْ تذكرُني
فلازلتُ أرى وجهَهَا أينما امتدَّ الفضاءُ
أتذكرُني حارتي ومدرستي وجيراني
لكلٍّ منهمُ مرتعٌ في هذا القلبِ وضَّاءُ
أتذكرُني حدائقُ الجمالِ وأيامُ الصبا
كم تضاحكنا فيها فضحكتْ لنا الأفياءُ
كم تسامرنا فالبدرُ والحبُّ جليسٌ لن
أهلاً يابدرَ الشهباءِ و يا نِعمَ الجُلسَاءُ
لي فيكِ ياشهباءُ أميرةٌ لازلتُ أحبُّها
أودُّ لثمَ قدميها فتحتهما الجنةُ الغَناء
أودُّ تكحيلَ العينِ بنورٍ من وجهِهَا سنا
قد أظلمتْ أيامي بَعدَها وخَبا السَّناءُ
هي أمي و أنا لا زلتُ رضيعَ حنانِها
حبي وغرامي هي أميرتي الحسناءُ
مالي من حبها فِطامٌ ولا لي تحوُّلٌ
قلبي يلالي بحبها وجوارحي لألاءُ
رفيقتي بغربتي ومرآتي في الهوى
أنتِ قلبيَ الذي تحِنُّ إليه الشهباءُ
لولاكِ ما نما في قلبي الحزين صبرٌ
وما حلا لي بالغرام نشيدٌ ولا غِناءُ
أنتِ البِشرُ رغم آلامِ غربتي و النوى
يا أمَّ فلذاتِ كبدي أنتِ لقلبي الغَنَاءُ
أهلاً يا شهباءُ فلي بكل زاوية ذكرى
وشذىً تَبُثُّه لقلبي أحجارُكِ الشمَّاءُ
هنا حاورتُ عَمرًو وهناك آنسني زيدٌ
وهنا وهنا تالله لا تُحصى الأصدقاءُ
يا ترى أين هُمُ و أين باتتْ منازلُهم
أنعودُ إليكِ كلُّنا كفانا غربةٌ والتجاءُ
كيف أحيا برمضان والمساجدُ خَلَتْ
وفيها تسمو سجدةٌ و يَطيبُ انحناءُ
كيفَ أحيا في شهرِ الخيرِ بلا أحبتي
مولايَ قرِّبِ الأحبةَ فقد قلَّ الأخِلَّاءُ
لازلتُ عاشقَ الشهباءِ وبجمالِها مُتيماً
وتُغريني من الحروف حاءٌ فلامٌ فباءُ
لا يصف حبي نزارٌ ولا شوقي بجلالهِ
فكم و كم تساءَلَ عن حبيَ الشعراءُ
كم كتبوا وكم نظمُوا كلٌّ بما تغَنَّى بهِ
وقصيدتي بحبكِ وإن كُسِرتْ عصماءُ
سيبقى حبُّكِ منقوشاً بقلبي وأعظمي
فمن حبِّكِ في كلِّ حينٍ يُولدُ العظماءُ
ربِّ فرج كُرباتِنا وأعنَّا على الصيامِ إنَّهُ
للزاهدين والعاشقين والظامئينَ ارتواءُ
محمد حميدي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق