قلب أب
----------
أين نُسيماتُكِ التي بِهُبوبها تَهَبُ
لي حياةً تذهبُ بها عني النوبُ
أين أزهارُكِ التي لعيني سَحَرتْ
تتمايلُ كعروس قد هزَّها الطربُ
أين داريَ التي فيها صِبيةٌ مرَحتْ
ما مسَّها وهنٌ و ما مسَّها التعبُ
تشَّاكسُ في كل يومٍ كأنَّها القطا
وتصَّالحُ هكذا دوما دونما سببُ
كم راقبت خطايَ من شرفةٍ لها
تنادي قد أقبل أبي معه الطلبُ
فتفتح الأحضانَ شوقاً تعانقني
فهذا يحمل عني و هذا يقتربُ
أضمّهم والحنان بمهجتي متبسماً
بسرورهم يُنسى الضنكُ والتعبُ
يتراكضون والضحكاتُ تغمرهم
يتوارون تارةً خجلاً مما كسبوا
تنادي أمهم وقد راعها مافعلوا
أيا بَنِيَّ صهٍ أما كفاكم اليوم لَعِبُ
دعوا أباكم يَرتَحِ اليوم من تعبٍ
أُجيبُها بسرورهم راحتي تُكتَسبُ
كم حطموا زجاجاً فمَن هو ياترى
كم على الأرض للماء قد سكبوا
كم تركوا فضلةَ طعام على طاولةٍ
أتناولها حفظاً لنعمةِ الله وأحتسبُ
كم تنازعوا حول حلوى إذ نُوزِّعها
كم تراكضوا وبعض الحلوى نهبوا
كم هوى البابُ خلفهم وهو مُرتعدٌ
كم قضموا بعضَه كم عليه كتبوا
مِن خلف الباب تتراءى لي جبهةٌ
وتتعالى ضحكاتُ من قد هربوا
أهرول نحوهم والباب يدافعني
قد أمِنوا العقاب فالمحاسب أبُ
أزاحمهم فيرتحلونني في غمرةٍ
يسَّاقطون بأحضاني كما الرُّطَبُ
بكى قلبي إذ جهّزوا للرحيل رحلهم
كبى عزمي إذ بركب الغربة ركبوا
تقاطر الدمع غيثاً بوجنتي ساخنا
أخفيه متجلداً يغلبني وينسكِبُ
أترى الزمان يجود مرةً فيجمعنا
ونتعانق ويرقص القلبُ المكتئبُ
(وهن العظم مني) وكذا قِواي
أغالبُ الشوقَ متجلِّداً لكنني أبُ
متى يضمهم صدري كأن ما كبروا
وتضمنا عشقا بعد الغياب حلبُ
رباه فارحم قلوبا قد لفَّها غصصٌ
وارحم قلب أبٍ قد مزقته النُّوَب
محمد حميدي
مع بعض الاقتباس
----------
أين نُسيماتُكِ التي بِهُبوبها تَهَبُ
لي حياةً تذهبُ بها عني النوبُ
أين أزهارُكِ التي لعيني سَحَرتْ
تتمايلُ كعروس قد هزَّها الطربُ
أين داريَ التي فيها صِبيةٌ مرَحتْ
ما مسَّها وهنٌ و ما مسَّها التعبُ
تشَّاكسُ في كل يومٍ كأنَّها القطا
وتصَّالحُ هكذا دوما دونما سببُ
كم راقبت خطايَ من شرفةٍ لها
تنادي قد أقبل أبي معه الطلبُ
فتفتح الأحضانَ شوقاً تعانقني
فهذا يحمل عني و هذا يقتربُ
أضمّهم والحنان بمهجتي متبسماً
بسرورهم يُنسى الضنكُ والتعبُ
يتراكضون والضحكاتُ تغمرهم
يتوارون تارةً خجلاً مما كسبوا
تنادي أمهم وقد راعها مافعلوا
أيا بَنِيَّ صهٍ أما كفاكم اليوم لَعِبُ
دعوا أباكم يَرتَحِ اليوم من تعبٍ
أُجيبُها بسرورهم راحتي تُكتَسبُ
كم حطموا زجاجاً فمَن هو ياترى
كم على الأرض للماء قد سكبوا
كم تركوا فضلةَ طعام على طاولةٍ
أتناولها حفظاً لنعمةِ الله وأحتسبُ
كم تنازعوا حول حلوى إذ نُوزِّعها
كم تراكضوا وبعض الحلوى نهبوا
كم هوى البابُ خلفهم وهو مُرتعدٌ
كم قضموا بعضَه كم عليه كتبوا
مِن خلف الباب تتراءى لي جبهةٌ
وتتعالى ضحكاتُ من قد هربوا
أهرول نحوهم والباب يدافعني
قد أمِنوا العقاب فالمحاسب أبُ
أزاحمهم فيرتحلونني في غمرةٍ
يسَّاقطون بأحضاني كما الرُّطَبُ
بكى قلبي إذ جهّزوا للرحيل رحلهم
كبى عزمي إذ بركب الغربة ركبوا
تقاطر الدمع غيثاً بوجنتي ساخنا
أخفيه متجلداً يغلبني وينسكِبُ
أترى الزمان يجود مرةً فيجمعنا
ونتعانق ويرقص القلبُ المكتئبُ
(وهن العظم مني) وكذا قِواي
أغالبُ الشوقَ متجلِّداً لكنني أبُ
متى يضمهم صدري كأن ما كبروا
وتضمنا عشقا بعد الغياب حلبُ
رباه فارحم قلوبا قد لفَّها غصصٌ
وارحم قلب أبٍ قد مزقته النُّوَب
محمد حميدي
مع بعض الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق