قصيدة " أعراس الدم" – شعر د. أحمد محمود
هذا الثرى مخضوضب من لون دمي
هذا الثرى متوهج من جرح جسمي
يا غاصبي
أقدم إلي
النهر من جسدي سرى
طوفان دم هادر غمر الشعاب
والأقحوان نما على جراحات الهضاب
ينز في جنباتها أنقى الحباب
يا غاصبي أقدم إلي كالسحاب
إني شرايين الروابي والتراب
أقدم فإن فمي لهيب
من سكاكين التحدي والحراب
ودمي نهر فلسطيني جارف لهاب
أنا عاشق في الأرض أزرع موتي
في ثنايا الثرى و التراب
في كل شبر من بلادي
أنا صيحة... زغرودة للموت
لا تخشى الأعادي
اليوم يوم الأرض في مسرى الجراح
اليوم بيع المسجد الأقصى ودمه مباح
لنا لقاء للتصدي بالأيادي والرماح.
يا غاصبي أقدم إلي
إني على أرض الزنازين رابض بالإنتظار
جسدي متاريس الدروب والسعار
بأظافري...بمخالبي سأعانق الأحجار
أكدسها وفي عيني ترف بيارق الإصرار
وفي طرق الليالي يلتقي رشاشك بالأظفار
ويحاصرني حديد ليل نهار
وفي الأقصى تدور معارك وتدار
من كل زاروب وبيت أقذف الأحجار
ويمتد الحوار
يمتد الحوار.
سيذوب لحم الطفل في نار الحديد
وستصطلي بالأرض أنفاس الشهيد
سيغرد الأقصى مواويل القصيد
القدس سوف ينيرها لهب الوريد
في بيت لحم وفي جنين ندك رايات الحلول
في القدس في قمم الجليل
في بيت ساحور الأبية، في الخليل
في غزة الإصرار، في حيفا القيود
ستلتقي برك الدماء تعانق الفجر البعيد.
هذي شفا عمر تهز ذراعها كالجدائل
صاحت بها سكك المناجل
عكا تنادي من زوايا مشنقة السنابل
وخناجر الجزار فيها هبت تقاتل
اليوم في مسرى محمد تفيض الجداول
مسرى النزيف خنادق رفعت معاول
والقدس في عينيها تغلي المراجل
أعراس أحرار تزينها القنابل
عرس دموي نسوته تقاتل
شمس فلسطينية تأبى التنازل
كتائب غراء من الأشبال والرجال تناضل
قوافل الشهداء تتأجج في الضفة، وغزة وجبال الزلازل
إنا عن حبة رمل واحدة لن نتنازل
و"بصقة القرن" سنقطعها بالحراب والمناجل .
بقلمي د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق