الجمعة، 31 يناير 2020

أنت المُحالُ عصيُّ المنالِ ... بقلم الشاعر وليد ابو طير

...أنت المُحالُ عصيُّ المنالِ...

لماذا سئمتَ الصّباحَ ورحتَ
تعُدُّ النُّجومَ التي لم تزلْ تتأمَّلُ
لونَ الغروبِ وصمتَ الشُّروقِ؟...
لماذا أَلِفْتَ المكانَ، ولَم تألَفِ الحلمَ
في نسَقِ الوقتِ،
أو لُجَجِ الصّمتِ،
أو حَضْرَةِ الظّلِّ طولَ الطّريقِ؟...

هناك .. هناك بجفنِ الذُّهولِ
وهمسِ الأُفولِ،
وذيلِ السّرابِ .. ووهمِ الضّبابِ
ألفْتَ العناقَ حنيناً تُودِّعُ
نجوى الطُّلولِ ونجوى الغريقِ...

وطُفْتَ البحارَ .. بذاتِ الصّهيلِ
بذاتِ الهديلِ ..
بشدوِ البلابلْ .. بنورِ المشاعلْ
وأنت تُراودُ نبضي
ليبقى أسيراً بِعَتْمِ المضيقِ...

وأنت المحالُ عصيُّ المنالِ بقربكَ أحيا
كما الطيرُ يهوى، 
ببُعدكَ أشقى ..كما الطفلُ يشقى
وتبقى جراحي
تَئِنُّ .. تئِنُّ .. تئِنُّ
لتأنسَ منكَ وِصالَ الخُفُوقِ ...

ألستَ القريبُ بداءِ المودةِ تأسى عليَّ
وتُبقي خفوقي يصارعُ
طلّاً نديّاً بروحي؛ لِأَأْلَفَ منكَ
سراباً تدانى .. تدانى .. تدانى ..
وحين استقرَّ تبدَّدَ طيفُكَ سهماً
تجلّى بِوَمْضِ البروقِ...
...........................
...وليد ابو طير ... القدس ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق