الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

قصيدة ( من يرد الماء قد يبتلي) بقلم الشاعر أ. عبدالكريم الصوفي

((   مَن يَرِدِ الماءَ  قَد يَبتَلي  ))

يا ساحِِرَةَ القَوام تَمَهَّلي ؟

في خَطوِكِ  ...  لِبُرهَةٍ تَدَلَّلي

لي قَلبُ طِفلٍ فلا تَعجَلي

وَحاذِري أن  تُكثِري مِنَ الدَلالِ  ...  فَأبتَلي

سُبحانَ رَبي كُلٌَما  أبدَعَ   في خَلقِهِ

آيَةً  لِلعالَمين  ...  والخَلائِقُ  مِنَ الجَمالِ تُذهَلِ

خَمائِلُُ  في سَهلِها  ... كالغادَةِ حينَما تَنجَلي

رَيحانَةُُ تَزدَهي نَضارَةً  ...

زَنابِقُُ  تُحيطُها ...  والمَرجُ  من وَردِهِ القُرُنفُلِ

يا لَرَوعَتِها  حينَ نَنظُرُها  ...  كالبِساطِ المخمَلي

تَغدو بِها  الغادَةُ  كالمَهرَةِ  من نَسلِها الأصائِلِ

تُمَتِّعينَ ناظِرَيكِ بالجَمال  مُترَفاً

وأنا أحسَبُ الجَمالَ من حُسنِكِ يَرفُلِ

مِن سِحرِكِ المُبهِرِ  ... غُصونُ صَفصافَةٍ تَثمَلِ

فإذا مَرَرتِ بالرِياض  ...  تَوَقٌَفَت لِفَورِها قَوافِلي

كَيفَ لا  ... والجَمالُ مُترَفَاً  ...  يا وَيلَهُ مَن يَبتَلِ

والغادَةُ  تَنظُرُ خِلسَةً  ... لِبُرهَةٍ ... وبعدَها لِلجُفونِ  تُسبِلِ

فَشاقَني  حِوارها  ...  يا وَيحَهُ تَوَسٌُلي

دَنَوتُ من رَوضِها  ... قَد بُعثِرَت سُبُلي

هَل أنظُمُ قَصيدَةً في وَصفِها ... من بَحرِهِ غَزَلي ؟

فَلاحَظَت تَقَرٌُبي وشَوقِيَ المُستَرسِلِ

فأوجَفَت تَحَسٌُباً  من فارِسٍ مُقبِلِ

وعِندَما  بَلَغتَها  هَمَستُ مُبتَسِما  ...  فارِسُُ ألقى السِلاح

لِخَيلِهِ  في حَربِكِ مُطلَقاً لا يَعتَلي ...

مُسالِماً  يَسعَى على الأرجُلِ

فَهَل لِظمآنٍ إلى بَحرِ  العُيون ... بِشُربَةٍ من مائِكِ المُبَجٌَلِ ؟

هذي  العُيون  ...  سَلسَبيلُُ ماؤها ... بِطَعمَةِ العَسَلِ

ومَن يَلومُ  مُغرَماً  إذ يَرتَوي ... وَمَن يَلومُ المُبتَلِ ؟

تَمَهٌَلَت في مَشيِها  ... وخَطوِها المُدَلَّلِ

نَظَرَت إلَيَّ في لَهفَةٍ  ... يَشوبها بَعضُُ مِنَ الخَجَلِ

ودَنَت نَحوي  ...  بِثَوبِها  الأحمَرِ المخمَلي

لا يُسعِفُ الغَزَلُ شاعِراً مُذهَلاً  ...يا  وَيحَهُ  غَزَلي

فَأربَكَت  خاطِري...  ودَمٌَرَت  قَصائِدي بَل دَمٌَرَت زَجَلي

حينَما  وَضَعَت  يَدَها  في  يَدي ... فَلاحَ لي أجَلي

وأسبَلَت لي جَفنَها  ...  يا لَرَوعَتِها حينَما تُسبِلِ

وإن هِيَ  تَبَسٌَمَت  ... عَجٌَلَت في مَقتَلي

فيا لَها  من وَرطَةٍ  ... ويا لَهُ  ... في حُمقِهِ أمَلي

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق