السبت، 30 نوفمبر 2019

ارصفة عالية........عادل القاسم

أَرصفةٌ عارية

عادل قاسم

يَسْتَبقُني كرائحةٍ
تركتُها على ظِلِّيَ الأَشْيبِ
في دُرجِ المَسافةِ التي تقفُ حائلةً
بينَ سماعهِ والعَدمِ
يَهمسُ بصوتهِ ألأَجشِّ
 دَمعةٌ قلقةٌ
تنهارُ كجدارٍ قَديمٍ
  هَجرَهُ البَنّاؤونَ  
وغَمَسوا أَيديَهُم بالخَرابِ
 نَبتَ الصمتُ على قامَتِهِ الفارعةِ
ثمَّةُ مساءٌ يبنبحُ على السُكارى
 وكلبٌ ضالٌّ يَزمُّ شَفتَيهِ 
 على مَقربةٍ من الخمَّارةِ
 التي سالَ لعابُها على الأَرصفةِ العاريةِ 
 يمُرُّ كَجمرةٍ أذكتْها الرياحُ
قدحٌ أفرَغَهُ الضجرُ على موائدِ الحالمينَ 
ينزلقُ ببطءٍ من أصابعِ الوقتِ الذي تيبَّسَ 
إذْ لم يعدْ هُناكَ مدىً
 يمكنُ تدويرُ النفاياتِ فيهِ 
غيرُ هذا الأفقِ الذي 
يَضحكُ على المارَّةِ 
ويَفْقأُ عيونَ الواقفينَ بالطوابيرِ
 بينَ ضِفَتَينِ من قلقٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق