الثلاثاء، 25 يونيو 2019

تقاليد واعراف.......سعدية عادل

حسب التقاليد والأعراف  تختلف طقوس الحداد التي تمارسها الأرملة المفجوعة بوفاة زوجها ملزمة بالتشبت
بها مخافة ان تطلق عليها لقب بغلة القبور
منذ الصغر  و نحن نسمع قصص من آبائنا و امهاتنا،  قصص  عن الجن و الشياطين وحتى عن الكائنات البشر التي مستحيل تصديقها  إلا أنها رغم ذلك زرعت وتركت في نفوسنا الخوف  منذ الصغر والغريب في الأمر أن هذا الاعتقاد لا زال سائد وهناك من يصدقه حتى الوقت الراهن  ، ومن بين هذه القصص الشعبية التي كانت تحكى لنا : حكاية عن سيدة قيل أنها تتحول الى وحش مخيف يطلق عليه اسم “بغلة القبور”  تخرج متخفية متوحشة قبيحة المنظر لديها حوافز كالبغال اوالماعز في ظلام الليل  لتغري الرجال و تقوم بقتلهم و أحيانا تأخذهم أحياء إلى المقبرة  وتلتهمهم .  قصة غريبة  عن هذه المرأة التي قيل أنها مُسخت إلى كائن مخيف  و مرعب بسبب ذنب ارتكبته في قديم الزمان بكونها أرملة لم تلتزم بالعرف والتقاليد وارتداء الملابس البيضاء طيلة مدة العدة التي امر بها الشرع وعدم خروجها من البيت طيلة فترة العدة  (  قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير)
فالأرملة في المجتمع  العربي فال شؤم المسكينة بين من يسميها "الغولة" وبين من يمنعها من النظر  للمرآة
وحتى الكلام أو الخروج من بيتها للعمل او زيارة الاقارب
لا يكفي المرأة حزناً وألماً لفقدانها شريك حياتها.. ورفيق دربها ..ليزداد حزنها وألمها وكآبتها من ممارسات لا انسانية تحاصرها من كل جهة ..وكأنها هي المسؤولة عن وفاته يحملونها فوق طاقتها وكثير من الشعوب تعتبرها فأل سيء وشؤم مجرد الدخول عنده بلباس الحداد
والسؤال هنا فيما لو  انقلبت الصورة وترمل الرجل.. فلماذا لا يقال بأن الرجل فأل شؤم على المرأة أو على النساء عامة
أليس فقدان الزوج أكثر ايلاما على المرأة وخاصة اذا كانت غير منتجة وغير قادرة على اعالة نفسها وأطفالها من فقدان الرجل لزوجته ، الذي وبعد فترة قد لا تتجاوز حتى الاسبوع  من وفاتها يبدأ في البحث عن امرأة أخرى ليتزوجها ؟
س.عادل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق