الخميس، 13 يونيو 2019

صبح الولاءاتي... بقلم الأديب عبد الستار الزهيري

صبح الولاءاتي
************
الى التي بين الأحشاء تتفيئين
مالي لا أراكِ عني تسألين
هل هو كِبرٌ أم شيءٌ تهملين
هل الحقيقة دنت أم أنت لا تقربين
أأحزم الحقائب لأترك كل موضع تطئين
حرام أم ظلم هذا الذي تفعلين
سأشكيك النورس وأسراب المغادرين
سأتعلم فن النسيان وأبتعد عن الراحلين
لا وألف لا ..
هل هو الجد أم هزار الضاحكين
أحترت وحار الليل وقمر الساهرين
سأخط على سطح القمر أسماء المسافرين
أفول وأهداب نائمة
ودبيبة نملة يهز مسامعي
سكون الليل باشر المواويل
يغني ألحان عزفها الناي الحزين
خلف الضوء نجمٌ بعيد
لن يكون لسكان زحل وجود
ولا الشجر على القمر ينمو
ليلا سربل أوقاته في متاهات وعيون
وهي لا تزال لا تذعن
كأنها لا تسمع ولا ترى
إي صم هذا
وإي بكم ما أرى
لا أعلم لِمَ لا تزال تضع الأقفال في معصميّ
هل أنا من أقطاع ضياعها
أم أنا مُهرت بالعدل ضمن أملاكها
آلا تطلقي سراحي
وتفكِ القيد من معصمي
سأركب سيقاني
وأعدو مبتعدا
لا ألتفت ولا للنداء أستجيب
كفاكِ التلاعب بمشاعري
فأنا رجل شرقي حالم
مشاعري هي أنتماءاتي
لن أعاود ..
طريقي ذو أتجاه واحد
وها أنا أقتطعت التذكرة بلا عودة
هكذا أفل المصباح
وأرتدت السماء عباءة السواد
سأقتطع من الحلم بطاقة
أدون عليها ..
لا تبكين أيتها الحلم
فقد أضعتي الخيط والعصفور
أراكِ مشوشة
لا قرار لديكِ
كأنكِ في متاهة تدورين ..
كل الطرق تشابهة ..
وللصحيح لا تهتدين
ناعمة كلماته أم أنتِ لا تستمعين
أسألك أنتِ ..
هل هناك أمل ..
أم مجرد للوقت لاهين
أن كان الأمرُ محال
لِمَ تكابرين ..
ليت للقلب دواء يهدي الضالين
أو القدرة على أعدام النبض
فأنا لا زلت لا أستوعب
دعني فاتني أغادر سفر الحالمين
ها غركِ البهرج الخداع أنستي ؟
أم أنا من أضعت المحار في بحر الغارقين
كف يا قلم عن العتب
فالأمر جدال
ليس هناك شيءٍ واضح
بل غم الأمر على العارفين
كف يا قلم ..
ألم يجف مدادك ..
هل سوف تواصل الهذيان ..
أم كلام لا يسمعه سوى المجانين
أظنها تظع سدادة في الأذن
فهي لا ترغب بالسمع
وحتى صراخ الأنين
لا أحد سيقرأ ما تكتب
وأن قرأوا سيلعنون المجانين
أخبرتها مرارا أنا في حبكِ قيسا
وقديس ديرا لكِ من العابدين
جننت ولا حكيم لديه الترياق
ولا كاهن يملك تعوذة للعاشقين
يا ألهي ..
أنت من تكون عون الضائعين
الهداية لها
أو الرحيل لخلف الشمس
عند ضريح الحب
سأقيم قداس نعشكِ
لتحمله مجانين الحب
سأطَلْق العشق بالثلاث
فقد مات مع الرفض المستديم
إياكِ والتحجج بما لا يصدق
وإياكِ والأبهام في وصف الغارمين
دجلة حزنت
والفرات أقام العزاء
النوارس هجرت الساحل
والسنونو عبث بأعشاشه
وأنا أبحث عن محارتي
بين شعاب المرجان
أقمت صلاة التوسل
بقاع البحر
وأعلنت للهائمات مكافأة
علهنّ يجدنّ محارتي
أين سرقتها ..
يا وحش البحر
أتركها أطلق يداها
ناعمة لا تطيق القيد
فأنا في عشقها
سأستجدي الأمل ولو بعد حين
سأمنحكِ فرصة
لن تتكرر ثانية
سأمنحكِ أنا
فقدي فيه الخسران
أنا من سيديم عليكِ الليل ضياءٌ
والنهار سلوى
فلا حرٌ ولا زمهرير
ولا دمعٌ ولا أنين
أنا الفارس وخلفي جيوش العاشقين
يحملون هودج عرسكِ فلا تخسرين
أنا الحلم فتمسكِ بالنوم ولا تستيقظين
أنا الحلم وبين يديّ أقداس العابدين
أنا الليل وعلى كفيّ أقمار الساهرين
سأصحو من رغدتي
لا نوم فقد بزغ صبح الولاءاتي

بقلمي
الاديب عبد الستار الزهيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق