قصه قصيره بعنوان الحاقد
بقلم سيد عبد المعطي
..... ما أجمل هذا المشهد محمود وأدهم صديقان بالمرحلة الإبتدائيه ويدق جرس الفسحه فينزلون الي حوش المدرسه واضعين ايديهم علي اكتاف بعضهم، ويقول محمود لأدهم هيا اخرج السندوتشات لنأكل فيقول أدهم لقد أكلت سندوتشاتي في الصباح فضحك محمود وقام بإخراج سندوتشاته وإقتسمها مع أدهم .
..... ومرة الأيام والسنين ولم يكملوا الإثنين تعليمهم فقد وصلوا الي المرحله الإعداديه ولم يلتحقوا بالمدرسه الثانويه فقد اكتفوا بالإعداديه وكان محمود ذو بنيانا قويا وسيما ذو ضحكة مميزه علي عكس أدهم فقد كان ادهم رفيع الجسم ضعيف البنيان قصير ذو أنف مفلطحه أسمر الوجه .
..... وبعد عدة سنوات ذهب محمود لأحد فتيات القريه وهي الآنسه ثمار وكانت ثمار اجمل فتيات القريه.. فوافق ابيها وعندما علم أدهم بأن محمود سوف يتزوج بثمار غضب وقال في نفسه إن ثمار جميله كان من المفروض أن أذهب أنا وأتزوجها فهي من حقي وليست من حق محمود ،وبعد عدة أشهر تزوج محمود وتقدم أدهم لأحد الفتيات وتزوجها أيضا، ولم يمض عام واحد من الزواج فيرزق الله محمود بولد كالبدر يوم الرابع عشر ،علي الفور سماه أدهم لحبه الشديد بصديقه ادهم، ولكن لم يرزق الله ادهم بأولاد فنصحه محمود بأن يأخذ زوجته ويتوجه الي احد العيادات ويتم الكشف لمعرفة سبب تأخر الإنجاب.. وبالفعل ذهبوا فكانت النتيجه ان العيب هو من عند زوجة أدهم ولا أمل لها سوي الحقن المجهري وهو ما يسمي ( بأطفال الأنابيب ) وكانت تكلفة هذه العمليه تتعدي العشرين الف جنيه، علي الفور ذهب محمود الي زوجة ادهم وأعطاها العشرين الف جنيه وأقسم عليها بأن لا تقول لأدهم عن هذا الأمر حتي لا يسبب له حرج فهو مثل أخي واريد ان افرح بأبناؤه، فوافقت الزوجه وقالت لزوجها لقد أخذت العشرون الف جنيه من أبي وتم عمل العمليه وتمت بنجاح وقد رزقهم الله بولد سموه وحيد .
..... وكان دائما أدهم يفكر كثيرا في زوجة محمود لجمالها الفائق فقد احبها بل عشقها ولم يمضي عدة سنوات وإذ بمحمود يمرض فيأخذه أدهم ويذهب الي أحد المستشفيات الخاصه لتوقيع الكشف ،فيطلب الطبيبب عمل بعض التحاليل لأنه يشك في اصابة محمود بمرض الكبد، فيأخذ أدهم التحاليل ويذهب مسرعا الي احد مراكز التحاليل وبعد يومين يذهب لمعرفة النتيجه ،فيقول له الطبيب للأسف إن صاحب هذا التحليل مصاب بفيرس الكبد ونصحه بعدم أكله السمين والإبتعاد عن الملح فهما يسببان له تليف بالكبد يقضي علي حياته ،ويسأل الطبيب عن إسم صاحب التحليل ليكتب النتيجه ،علي الفور يقول أدهم اسمه بالكامل وليس اسم محمود ويطلب من الطبيب عمل نفس التحاليل للإطمئنان علي صحته ،فيقوم الطبيب بعمل نفس التحاليل وتكون النتيجه ممتازه ويسأل الطبيب عن اسمه فيكتب اسم محمود بالكامل .
..... وبعد ذلك يذهب أدهم الي الطبيب ويعطيه تحاليله بدلا من تحاليل محمود فيبتسم الطبيب الي محمود ويقول له الحمد لله رب العالمين ان نتيجة التحاليل ممتازه انت مثل الحصان .
..... وبعد شهر ترشح الشركه التي يعمل بها ادهم للسفر خارج البلاد لمدة عام للتعلم علي ماكينات جديده سوف تقوم الشركه بتركيبها في مصر بأجر مجزي فيوافق أدهم ويسافر لمدة عام فماذا حدث؟.
..... بعد شهر من سفر ادهم خارج البلاد وإذ بإبن ادهم يلعب بالشارع علي دراجته ويحدث له حادثه فيصطدم بسياره فيأخذه محمود مسرعا هو وأمه زوجة أدهم الي المستشفي الخاصه التي كشف بها من قبل فيطلب الطبيب من محمود شراء دم لأن الطفل يحتاج لنقل دم فورا وللأسف فصيلته نادره فيقول محمود وما هي فصيلته فيقول الطبيب فصيلته (A) فيبتسم محمود الحمد لله انها فصيلتي، فيقول الدكتور اذهب واشتري الدم ان دمك يحتاج الي تحليل قبل ان يتم نقله الي أى إنسان آخر فيقول محمود لا أنا قمت بالتحليل من شهر والنتيجه عندكم بالمستشفي، فيسرع الطبيب ويأتي بملفه فيتأكد من صحة كلامه ويقوم بنقل الدم من محمود الي الطفل مباشرة .
..... وبعد عام يرجع أدهم من السفر وكل أمله التخلص من محمود ليتزوج بزوجته ثمار فيقوم بعزومة محمود عدة مرات ويتعمد بإعطائه سمين ويضع عليه الملح ولكن للأسف لم يتحمل محمود وحدث له تليف بالكبد اصطحبه طفح للدم اودت بحياته ومات علي أثرها .
..... وبعد أن انتهي أدهم من جنازة محمود ذهب الي بيته فوجد زوجته تبكي بكاءا شديدا فقال لها تبكين وكأنني انا الذي قد مت فقالت له إن صديقك كان يحبك جدا فهو الذي اعطاني العشرون الف جنيه لعمل العمليه التي بسببها رزقنا الله بطفلنا وحيد، ليس هذا فقط لقد حدثت حادثه لطفلك كان سيموت علي أثرها وكان يحتاج لنقل دم وكانت فصيلته نادره ولحسن حظ إبنك كانت فصيلة دم إبنك نفس فصيلة دم محمود لم يتردد واعطاه دمه فقال لها زوجها ادهم هل قاموا بتحليل الدم قالت لا لقد تم الرجوع الي التحاليل التي تمت من قبل فقد كانت من فترة قصيره .
..... وعندما سمع أدهم هذا الحوار إنها
ر وصرخ وقال لقد قتلت محمود وقتلت إبني وذهب الي الحمام وأخرج موس وقام بتمزيق أوتار يديه وأغلق الباب علي نفسه وقد مات منتحرا كافرا وهذا جزاء الحاقد ....
..... وشكرا مع تحياتي سيد عبد المعطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق