الْجزء الخامس عشر من ؤباعيّات
قصيدتي "رهينُ النَّكباتِ"
351
لا لسْتُ جاهِلًا لِتَخْدَعَني
تلْكَ الشِّعاراتُ وَتُقْنِعَني
تاريخُهُمْ بالْغَدْرِ كمْ حافِلٌ
والْغَدْرُ هذا لنْ يُزَعْزِعَني
352
أعْرِفُ تحتاجونَ للْفَرَحِ
لكِنَّهُ كالْوَهْمِ والشَّبَحِ
معْ أَنَّني بالْحَقِ أَعْذُرُكُمْ
قلبي أنا ليْسَ بِمُنْشَرِحِ
353
يا ليْتَ هذا الْانْدِفاعَ لِكُمْ
يَعْكِسُ نورَ الْحَقِّ لا ظِلَّكُمْ
أخافُ حقًا مِنْ لَظى خَيْبَةٍ
فكَمْ عميلٍ حاكِمٍ ذَلَّكُمْ
354
حاوَلْتُ أنْ أكونَ ذا أَمَلِ
أُشْغِلُ نفسي بِكَذا عَمَلِ
كُلُّ شُعورٍ كانَ لي مُمْكِنًا
إلّا سلامَ الْقَلْبِ بالْمُجْمَلِ
355
فِعْلَا أُريدُ أنْ أُصَدِّقَهُمْ
أوْ أتناسى كُرْهَنا حُمْقَهُمْ
وَذُلَّهُمْ هذا الّذي ذَلَّنا
وَهلْ نَسينا فَجْأَةً فُسْقَهُمْ
356
هلْ أسْتَحِقُّ الّلوْمَ يا أُمَّتي
أمْ أنَّني أهْذي مِنَ الْغُمّةِ
وَهلْ أنا فقطْ أَشُكُّ بِهِمْ
أمْ أنَّني أيْضًا بلا ذِمَّةِ
357
قيلَ إذا تُكَرِّرُ الْجُمَلا
تُعَلِّمُ الْحِمارَ والْجملا
أعْجَبُ مِنْ أَنْظِمَةِ الْعَرَبِ
وَمِنْ شُعوبٍ رَاَّستْ غَنَما
358
كيفَ لكُمْ يا ناسُ أنْ تَثِقوا
بما يقولونَ وقدْ فسَقوا
بالطَّبْعِ شاهَدوا مجازِرَهُ
فَهلْ بِشَجْبٍ وَيْلَهُمْ نَطقوا
359
مِمَّنْ يخافونَ أَمِنْ رَبِّهِمْ
يا هلْ تُرى أمْ مِنْ بَني شَعْبِهِمْ
كْمْ مرّةً نُلْسَعُ مِنْ جُحْرِهِمْ
حتى نَعي لا خَيْرَ في شَجْبِهِمْ
361
لا خيْرَ فيهِمْ كُلُّهُمْ نَجِسُ
وَلَمْ يزَلْ خالِقُنا يطْمِسُ
على قُلُوبِهِمْ كذا سِمْعِهِمْ
حتى الْعُيونُ ذُلَّهُمْ تعْكِسُ
362
أيْنَ الكرامةُ الَّتي دُرِّسَتْ
وَعُلِّمَتْ لنا لقدْ دُعِسَتْ
بِعَنْجَهِيَّةٍ بِأَقْدامِهمْ
وَكيْ يراها الْكُلُّ ما رُمِسَتْ
363
يا مُتَسَوِّلينَ عِنْدَ الْعدى
جاوَزَ ذُلُّكُمْ حُدودَ الْمَدى
اَقَدْ أَهانَ الْقوْمَ إِذلالُكُمْ
سوفَ تَنالُكُمْ سِهامُ الرَّدى
364
قلوبُكُمْ مَمَّ تُرى صُنِعَتْ
أفْواهُكُمْ مِمَّ كَذا أُرِضِعَتْ
يَبْدو بلا روحٍ فَصيلَتُكُمْ
لَعَلَّها مِنْ دِمْنَةٍ جُمِعَتْ
365
قدْ حَطَّمَتْ قلْبِيَ ذِلَّتُكُمْ
فَهَلْ بقاؤُكمْ فَقطْ عِلَّتُكُم
لمَ الْهوانُ المُذِلُّ وَيْلَكُمْ
ماذا جَنَتْ باللّهِ مِلَّتُكُمْ
366
مَنْ قالَ إنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةُ
ما ذَلَّتِ الْكريمُ مخْمَصَةُ
إنَّ الفَقيرَ مَنْ بلا شَرَفٍ
لَهَ النِّفاياتُ مُخَصَّصَة
367
حتى وَإنْ كانتْ مِنَ الذَّهَبِ
عُروشُهُمْ والْلِبْسُ مِنْ قَصَبِ
مصيرُكُمْ حُثالَةَ الْعَرَبِ
مصيرُ مَنْ كانَ أبي لَهَبِ
368
تاريخُ أُمَّتي سَيَلْعَنُكُمْ
والنارُ يومَ الْحَشْرِ موْطِنُكُمْ
لَعلَّكُمْ لا تَأْبَهونَ بِها
إذِ الْقُصورُ الْيَوْمَ مَسْكَنُكُمْ
369
قُلوبُكُمْ قُدَّتْ مِنَ الْحَجَرِ
أَتى بِها الرَّحمنُ مِنْ صَقَرِ
وَها هوَ الشَّيْطانُ يَجْعَلُكُمْ
مَسْخَرَةً في الْبَدْوِ والحَضَرِ
370
وُجودُكُمْ عارٌ لَكُمْ قَبْلَنا
أَلا تَحِسُّونَ بِهِ مِثْلَنا
تبًا لِإِبْليسَ وَأَتْباعِهِ
يا مَنْ أَهَنْتُمْ وَيْلَكُمْ أَصْلَنا
371
حتى حِمارُنا شكا بَخْتَهُ
إذْ كُلُّنا لمْ نُحْسِنَنْ نَعْتَهُ
يقولُ هل يوْمًا أساء لنا
وهَلْ سُدًى يومًا قضى وَقْتًهُ
372
ثُمَّ أَضافَ هلْ غَدَرْتُ بِكُمْ
أوْ بِبَنيكُمْ أوْ بَني شَعْبِكُمْ
وَمَنْ إِلى الشَّمالِ يَرْكَبُني
وها أنا ماشٍ على دَرْبِكُمْ
373
قُلْ إذًا مَنِ الخَؤونُ هُنا
مَنْ باعَكُمْ وَخانَكُمْ أمْ أنا
وَهلْ أنا مَنْ مِنْ جماجِمِكُمْ
وَفَوْقَكُمْ قُصورَهُ قدْ بنى
374
أَجُرُّ خَلْفي حِمْلَ عَوْدَتِكُمْ
رُغْمَ خنا أبْناءِ جِلْدَتِكُمْ
مُلوكُكُمْ حُكّامُكُمْ تَبًا لَهمْ
يا ويْلَهُمْ مِنْ هوْلِ رَقْدَتِهِمْ
375
هلْ كُنْتُ عبْدًا كَحُكّامِكُمْ
الْجُبناءِ مثْلَ أغْنامِكُمْ
هلْ رَمَشَتْ عَيْنايَ مِنْ حرَجٍ
أَوِ ارْتِباكٍ طوبى لِأَنعامِكُمْ
د. أسامه مصاروه