روح الجمال
إن الحب (الحب الروحي) هو رغبة في سرور الآخرين ، وشعور راقٍ بأننا مصدر هذا السرور في قلوبهم ، والسعادة الأجمل ، والفرح الأرقى أن ينعكس ذلك علينا من الآخرين بعيداً عن المقايضة والتبادل ، بل يحكمه الإيثار والبذل الجريء ، بعيداً عن اللذة الزائلة .
وإن كان الحب في حالة ما قد يكون عاطفة ، لكنه عاطفة راقية مهذبة، التي تتطور وترتقي إلى العفة المُثلى والجمال الأخلاقي.
وهنا نشعر بفرح وغبطة وسعادة تنبض في قلوبنا ،ذلك أن الارتقاء هذا كان تلبية لصوت ذلك القابع في الوجدان ، من ضمير حي وقيم ارتضيناها وقد سعينا لها .
إن الحب الروحي يشعرنا بالاعتزاز ذلك أنه يميزنا عن الآخرين الذين غرقوا في لذة لحظية زائلة فانية .
إن هذا الحب هو الذي يقودنا إلى النضوج والاتزان والرفعة ، إن الحفاظ على هذا الحب بين جوانحنا يقودنا لأن يكون مبدأ حياتيًا ينبض فينا صباحًا .... مساءً .
هذا الحب الروحي الذي يجعل الذائقة والشعور الجمالي نابضاً في كل اختلاجة أو سكنة في أرواحنا ليفيض جمالاً راقياً.
وهذا يجعلنا من أصحاب الوفاء لنكون أكثر وثوقاً بنا ، جديرين بالتقدير والاحترام،ذلك يجعلنا دائما بتوجس من الخطيئة ومن الشر .
كل هذا يقودنا إلى إخلاص مثالي رفيع ، لنكون أصحاب شعور جمالي يتطلب جلاله جمالاً مطلقاً يجعل من حبه لله ذلك النبع الذي لا ينضب ولا يشيخ .
/د. عمر أحمد العلوش/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق