الثلاثاء، 18 فبراير 2020

ربما تأتي... بقلم الشاعر علي جابر الكريطي

ربما تأتي
..........
ربما تأتي
مثل غمامة مهطال
عذب غيثها يروي الغليل
ارقب الطريق
افرشه لهفة وحنين
مثل زهرة ترقب الربيع
ربما تأتي بشكلها البديع
دعوت النوارس لحفل زفافها
دعوت الفراشات والعصافير
سيشرق الصبح عندما تأتي
سيسقط الندى
سيهب النسيم
سترقص الورود
سيفوح الشذى وينفح الاريج
أظنها تأتي
ستعزف على ايك الهوى لحن الخلود
سيسكرني همس شفاهها وانبذ اقداحي
سيسكر كفي لمس التفاح
ويسكر أنفي شم القداح
سانصب خيمة عرسي سانثر الورود
سافرش سجادة افراحي
ستحاصرني بالنظرات
ستذهلني بالبسمات
ساشم أريج أنوثتها
ساغفو على وسائد رقتها
سارشف مدام عذوبتها
لا لم تأت
ذهب الصبح وغادر الضحى ولم تأت
رحل العصر ولم تأت
لفني الظلام وتسلل إلى روحي الغسق
نامت النوارس تحتصن الشواطيء
الخفافيش تحوم فوق رأسي
أخذت مواقعها النجوم
لم يشرق القمر
ساشرب قهوة العزاء
أنها لم تأت
ساسد نافذتي
سارقب الطريق
ذبلت ورود الطريق وأصبح موحشا
حتى النسيم راح بعيد
أشواقي تستبد
في عتمة ليلي أشعلت شمعه
بدأت دموعها تسيل
دموعي تسيل
يسامرني أرقي
يخامرني النعاس
يركلني القلق
تهادى إلى سمعي صوت ناي بعيد
سرت في عتمة الطريق
نسيت نفسي في سكون الليل وهدأت الطريق
مازال يطرق سمعي ذلك العزف الفريد
أنه يأتي من بعيد
أنه محض صدى
يراود خيالي
يدغدغ أنين جراحي
يصفع ذاكرتي
يرسم حروف إحساسي
لانغامه إثر في الدرب.
لانغامه إثر في القلب
لم تأت
أرسلت نغمات الناي ولم تأت
آه لو كانت تأتي
اه لو ثغرها لامسثغر الناي
اه لو كانت اناملها تحضن ذاك الناي
ثم تعزف لحنا كي يرقص قلبي
أنها حتما لم تأت
لم تنفخ ثعر الناي
ولم تجس اناملها حزن الناي
لكني مازلت أسمع عزف اناملها في أعماقي
مازالت تثور إليها أشواقي
مازالت تسح الدمع عليها احداقي
مازالت تعزف اناملها في أعماقي

علي جابر الكريطي العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق