الاثنين، 24 فبراير 2020

يارفيقى......ندى بن جمعة

🌺 وأنتَ أنتَ طوق نجاتي 🌺

يا رفيقي… 
كنتَ الرّجل الوحيد القابع بين 
سطوري العام الماضي 
وأنت الآن رجل كلّ العمر الآتي ..
أنتَ رجل لا أحادثه بالهمسات وبالنّبرات… 
أنت رجل… 
جُبِل من نكهات الشعر وإحساسي 
أنتَ رجل يسكنني 
في الوعي وفي اللاوعي ..
يسَكِّن فيّ الوجع وآهاتي ..

يا رفيقي ..
يالمحفور في ردهات أنّاتي 
يا رذاذا من عطر وحنين 
يا أودية من ياسمين 
يا أمطارا من بيلسان ورياحين
يا نبضا عانق رغما عن الزمن نبضاتي 
يا من تغفو كالجنين بماء المآقي 
وتوقد في قلبي جذواتي 
حزني وفرحي وأحجياتي 
إيماني وكفري 
وكل الأضداد في فلسفاتي ..
وتجمع كلّ نقيض فيّ وفيك ..
لا تهتمّ لكبواتي ..!!!
فأنا امرأة لا تعترف بالكبوات… 

يا رفيقي… 
لا تلقي بالا لنظراتي ..
ولا تهتمّ لهلوساتي… 
ولا تجزع أبدا من تاريخي الأحمق 
فأنا امرأة في كل الحالات ..
امرأة قتلت في النّبض سلطان الأنّات… 
سوف أحبك رغما عنّي ورغما عنك 
ورغما عنّي سألسع ذاتي ..
سيحترق فيّ قلبي ..
فلا تلقي بالا لدمعاتي… 

يا رفيقي… 
أنت عنوان كلّ نصوصي 
والمغزى الساكن في شعري 
وفي قافياتي 
يكفي أنّي حين أحاول أن أتحررّ 
منك ، منّي  ..
أسجن أكثر وتكون أنتَ 
عنوان كل  الحريات…

يا رفيقي ..
لا تشغلني أيّامي 
ولا البسمات المتحدية لكل أزماتي 
لا تشغلني غير عيناك تلاحق نفثاتي 
لا تتحداني غير يداك تلاحقها لمساتي… 
لا تشغلني غير حروفي 
ثملت من نبيذ عتّقته محبرة 
نامت دهرا في صفحاتي… 

يا رفيقي… 
كم أتمنّى لو أنّك طير 
يسبح في فلك  سماواتي ..
كم أتمنّى لو أنّك المنفى 
وأنا المحكومة مؤبّدة سنواتي ..
ما يدهشني يا رفيق النّفثات 
أني في قلب قصيدي أسكر 
ولا أسقط في قاع غمغماتي… 
ما يدهشني فعلا يا نديم قافياتي 
أني أتلقّى طعان الحياة 
ولا تدمى أمنياتي… 
يا رفيقي… 
لا تستغرب من بسماتي 
رغم الدّمع الساكن في أحداقي… 
رغم الضيق في نبراتي ..
رغم الحزن النائم فيّ ليل نهار 
فأنا امرأة من زمن الأمنيات 
من شبق وعود.. 
تحترق مثل الغابات 
غارقة في يمّ بلا قاع 
وأنتَ أنتَ طوق نجاتي 

ندى بن جمعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق