الأربعاء، 5 فبراير 2020

وَجَعُ الليلِ ... بقلم الشاعر الهاشمي الزوام

وَجَعُ الليلِ

................

سَجَا الليلُ

وما طَلَعَ القَمَرْ

وفي الجوفِ قلبُ

من وطأَةِ الوجَعِ ...

يَنْفَطِرْ

مبتدَأٌ ولا خَبَرْ

فِعْلٌ... فاعلُهُ قد اسْتَتَرْ

سَأَلْتُ الليلَ مَلاذَا

فَمَا وجدتُ غير الله

خيرَ أَنيسٍ ومُسْتقرْ

.............

سَجا الليلُ

وذَوتِ النجومْ

وضاقَ الصدرُ بالآهاتِ

واستَبدَّتْ بي الهمُومْ

وظلَّ الكلامُ على الشفاه

يَلُوكُ الصمتَ

يرتجفُ ... يحومْ

يَهُمُّ أنْ يتمرَّدْ

أن يستعيدَ بعضَ أُفُقٍ

تَحْجُبُهُ الغُيُومْ

أَسْاَلُ الليلَ اليَقِينْ

غير أن الليل  موحش

عابس الوجه ...دميمْ

.......

الليلُ هو الليلُ

سوادُهُ يغشى القلبَ السقيمْ

"بندُولُ" القلب ما فتئ يتدلى

الساعةَ تلو الساعة

وتحلق أحزاني وتهومْ

مازال القلب يتدلى

يراوح العجز المهينْ

يُغَازِلُ أملاً

فيرتدُّ مكسورًا كَلِيمْ

ما هذا الركامُ الجَاثِمُ في أعمَاقِي ؟؟

ما هذا الوهنُ المحمومْ؟؟؟

............

أَخافُ الليلَ

أخافُ انتحار النجومْ

بلْ ..وأَخَافُ الصبْحَ

أن أفتقد "صوت فيروز"

يطوف بي في القدس العتيقة

وعبق تاريخ

وزيتون

وكرومْ

أخاف انتظار المساءْ

لا حبيب يمسحُ دمعي

ولا هدهدةَ أُمٍّ رؤومْ



                         (( الهاشمي الزوام – تونس ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق